اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 436
تنتصب الوظيفة الاجتماعية التي تضطلع بها سائر الفنون الجميلة. و يخبرنا الباحث أن الرازي استدل على هذه الوظيفة الاجتماعية في القصة القرآنية، و يضيف أن عمليات الإفاضة و الإيحاء التي قال بها النفسيون المحدثون... وردت في القصص القرآني في ثنايا تلك الوظيفة و تأدية لها.
و القرآن الكريم لفت الذهن إلى الوظيفة الاجتماعية عند ما تحدث عن أثر الأقوال في النفوس و أنها تستثير العاطفة و هذا يفسّر لنا ضرورة بلاغة الأقوال لتؤثّر في النفوس و ليقوى الإيحاء و يشتد و أورد الباحث عددا من الآيات تأكيدا لرأيه. و يختم ما يمكن أن نسميه تمهيد هذا الفصل أنه من السهل أن ننتهي أن المقصد العام أو الوظيفة الاجتماعية من القصة الأدبية يكون عادة الإفاضة أو التنفيس و الإيحاء و هي الأمور المتحققة في قصص القرآن.
و نبادر إلى القول بأن خلف اللّه إذن يسوّي بين الغرض و القصد و الوظيفة الاجتماعية و سبق أن تحدّثنا عن الغرض و القصد و كيف أنه كان عليه أن يختار أحدهما لأن الجمع بينهما إنما يعني المغايرة و الاختلاف و المفاصلة.
أما عن الوظيفة الاجتماعية فسيتحدّد كنهها فيما نستقبله من المؤلّف من أفكار و من جميعه نبدي ما يعن لنا من ملاحظات.
يشير المؤلّف أنه بصدد بحث جامعي و لذا فهو لا يكتفي بالعموميات و يتعين عليه أن يفصّل ما أجمل و أن يورد المقاصد و الأغراض بشيء من التفصيل:
أولها من وجهة نظر القرآن نفسه تخفيف الضغط العاطفي عن النبي عليه السلام و عن المؤمنين و الذي يرى أنه كان عنيفا و أسبابه جلية واضحة و منشؤها أقوال و أفعال المشركين الذين كانوا يكيدون بها له و للقرآن و للدعوة الإسلامية و كانت تدفع به إلى الضيق و قد سجّلها القرآن في أكثر من آية و أحدثت تلك الممارسات أو ولّدت ضغوطا تموضعت في قلب النبي عليه السلام و قلوب تبعه و أيضا ورد ذلك في القرآن. و لم تقم تلك الضغوط العاطفية عند حد البلبلة النفسية بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد حتى لنرى النبي عليه السلام يدعو ربه و هو في حال من الغيظ يوشك على الانفجار... و يسوق الباحث بعدها الآيات التي تؤكّد ذلك. فكان تخفيف ذلك الضغط أو الإفاضة عما بنفس النبي و أتباعه
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 436