اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 401
يؤكد خلف اللّه أن الأقدمين من علماء البلاغة لم يلتفتوا إلى أن القصة لون من ألوان الفنون و الآداب بيد أنه يعترف أن هناك من مسائل البيان ما يعتمد عليه في شرح عناصر القصة الفنية و كذلك في تفسير الحوار و الأحداث وصلة كل هذا بالحق و الواقع أو بالعرف و الخيال و كذا في بيان استخراج القيم العقلية و التيارات الفكرية منها (القصة) و أن الممثّل به لا يلزم أن يكون من الحقائق بل من المشهورات المتداولة و الفرضيات المتخيّلة.
و المؤلّف يعترف أنه من الممكن استقاؤه مما خلّفه علماء اللغة الأقدمين من بحوث بل إنه اعتمد عليه، إنما لا يعني ذلك أنه يندرج تحت الثقافة الأدبية للقصة الفنية و لكن نحا ذلك المنحى بالالتفات إلى مسائل البيان العربي القديم-لترضى عنه العقلية الأزهرية التي تجهل الثقافة القصصية و لا يعجبها إلا ما اتصل بالقديم بسبب-و الحق أنها عبارة بالغة الغرابة من قبل خلف اللّه-و كان الأجدر به أن يحرص على إرضاء روح العلم سواء رضيت العقلية الأزهرية أم سخطت، و مع ذلك فلم ترض عنه تلك العقلية فهي التي قادت الثورة عليه و نخرج من ذلك أنه بذلك خاصم روح العلم أو المنهج العلمي و أغضب العقلية الأزهرية.
و يرجع المؤلّف الإهمال الشنيع الذي لقيته القصة الفنية في بيئاتنا الرسمية و لدى أساتذة اللغة العربية في معاهدنا و جامعاتنا إلى عدم وقوف القدامى من البيانيين و علماء اللغة عليه.
و يذهب إلى أن بعض المفسّرين و علماء اللغة لهم وقفات على أعتاب القصة أما الأخيرون (علماء اللغة) فقد اكتفوا بتحديدات مبهمة و تعريفات ناقصة و ما يثيره لفظ القصة نفسه من معنى في الذهن و هذا جريا على منهجهم في الكشف عن معاني الألفاظ و ما قد تضمّه من مصطلحات علمية و فنية.
أما المفسّرون فقد خطوا إلى الأمام خطوة لأنهم نظروا إلى المسألة باعتبارين: الأول لغوي و فيه شاركوا اللغويين و الآخر ديني و هو القصد الذي تغيّاه القرآن الكريم من قصصه أو ما هدف إليه و في نظر خلف اللّه أن الرازي هو أبرز ممثّل لهذا الإتجاه و أتى بمقاطع من تفسيره تؤيّد وجهة نظره.
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 401