اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 399
يبدأ في دراسة المعجزات و نرجّح أن ذلك مردّه أنها ترتبط في الأذهان بأنبياء اللّه و رسله.
و القرآن عند ما جاء كان هناك مذهبان:
الأول: استقر إلى أن الرسول بطريق الحتم و اللزوم يكون من الملائكة و قد رفضه القرآن و انتهى إلى أنه لا بد أن يكون من الجماعة التي عاش فيها و عرف آمالها و أحسّ بآلامها.
الآخر (الثاني) : يكون الرسول من البشر لكنه يؤيّد بالمعجزات و من هنا تنبع المطالبة الدائمة بإتيان المعجزة أو المعجزات على يديه... و لكن القرآن لا ينكر المعجزات إنما ينكر توقّف الإيمان عليها أو حتى تعلّقه بها و رغم أنه ذكر معجزات من سبق محمدا من المرسلين و في المقدمة: موسى و عيسى فإنه يرى أنها جاءت للإنذار و التخويف و سمّاها آيات.
و القرآن يصرّح أن الآيات قد تتوالي و مع ذلك فلا تثمر الإيمان لأن أكثرهم يجهلون. و يفسّرها شيخ المفسّرين-الطبري-أي أنهم يحسبون أن الإيمان موكول إليهم و الكفر بأيديهم فإن شاءوا آمنوا و إن أرادوا كفروا. و عند هذا الحد يرى خلف اللّه أنه استوفى معالجة المعاني الدينية.
ثم ينتقل إلى المعاني الأخلاقية و منهج القرآن في تصويرها فيقول إن له طرقا خاصة في تصوير الأشياء الخلقية أولها النهي خاصة عن العادات الاجتماعية المرذولة و أمثلتها:
تطفيف الكيل و الميزان و الصد عن سبيل اللّه و القعود لذلك بكل صراط و أورد الآيات التي تؤكّده (النهي) . و بعده يأتي التعجّب أو الاستفهام الاستنكاري و كلاهما عن العادات القبيحة المرذولة التي بلغ من استقرارها أن تحوّلت إلى خلق عام و أبرز مثل عليها اللواط الذي ابتدعه آل لوط إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَلْفََاحِشَةَ مََا سَبَقَكُمْ بِهََا مِنْ أَحَدٍ مِنَ اَلْعََالَمِينَ[1] .
و ثالثها هو عرض أخلاق جماعات معينة أو بيئة ما من خلال السرد و في حنايا السياق العام و كثر ذلك في قصة موسى عليه السلام التي صوّر فيها مقاطع من أخلاق اليهود و قوم فرعون. و تطرّق الباحث إلى نقطة على غاية الأهمية في هذا المجال الخلقي أو