اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 369
و لاحظ أن موقف الفرق و بعض المفسّرين يرجّح إلى الموقف الذي يصفه بالانحراف و هو دراسة القصص القرآني كما تدرس الوثائق التاريخية.
في حين أن القرآن-برأي خلف اللّه-لم يقصد إلى التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم له و بذلك يكونون قد عكسوا القضية و شغلوا أنفسهم عن المقاصد الحقة التي تغيّاها القرآن و الجوانب الاجتماعية و الدينية الهدف الرئيس من القص في القرآن.
و هكذا بدأ المنهج الأدبي يستقر في نفس الباحث و من ثم ازداد تعلّقا بالقرآن و بالتالي اتّجه ذهنه إلى القصص القرآني-حتى انتهى به الأمر إلى أن يصبح (الفن القصصي في القرآن الكريم) هو موضوع أطروحته التالية أي الدكتوراة.
و هناك أسباب أخرى أولها أن أئمة الدين و التفسير يعدّون القصص القرآني من المتشابه و أن الملاحدة و المبشّرين و المستشرقين وجدوا فيه ثغرة للطعن على النبي و القرآن الكريم.
و أرجع ذلك إلى أنهم درسوا القصص القرآني دراسة وثائق التاريخ الأمر الذي دفعه إلى دراسته على منهج الأصوليين و اللغويين و الأدباء.
و أكّد أن المستشرقين عجزوا عن فهم أسلوب القرآن الكريم و طريقته في بناء القصة و تركيبها و وحدتها و من ثم ذهبوا إلى أن القرآن أخطأ التاريخ و أرجعوا ذلك إلى أن بشرا هو الذي كان يعلّم محمدا و هو رأي سبقهم إليه مشركو مكة (و سجّله القرآن في إحدى الآيات) ...
تلك هي العوامل التي دفعت خلف اللّه إلى اختيار موضوعه.
و قبل أن نغادر الأسباب و نتطرّق إلى المنهج نلاحظ أن بعضها ذاتي مثل نشأته في أسرة و بيئة دينية و تأثّره بأستاذه الشيخ الخولي، بيد أن الذي يتعيّن علينا ألا نمر عليه مرور الكرام هو الأسباب الموضوعية منها و هو دراسة القصص القرآني دراسة أدبية تفاصل بينها
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 369