responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 346

إلى غيرها من الأشياء التي سجّلناها في حديثنا عن المعاني الاجتماعية في القصص القرآني.

و معنى ما تقدّم أن الجو القصصي الذي يمثّل هذه الحقائق يمثل إلى جانبها نفسية كل رسول في كل عصر من حيث الجانب الفكري الواضح مما يدعو إليه من آراء و معتقدات، كما يمثّلها من حيث الجانب الاجتماعي من وجود القادة و النذر أو الرسل و العظماء.

و محمد عليه السلام لم يكن إلا واحدا من هؤلاء، و إذا فهذا الجو الفكري و الاجتماعي في القصص القرآني يمثّله كما يمثّل غيره من الرسل عليهم الصلاة و السلام.

و إذا تركنا هذا الجانب الذي توجد فيه الوحدة، و يقوم فيه التشابه بين الدعوات و الرسل إلى غيره من الجوانب التي لا تقوم فيها أو عليها هذه الأشياء التفت ذهننا إلى أمر آخر هو السبب الذي من أجله اختيرت أحداث بعينها من حياة بعض الرسل في القصص القرآني دون أحداث. و القرآن نفسه يدلّنا على هذه الأسباب حين يقول‌ وَ كُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبََاءِ اَلرُّسُلِ مََا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤََادَكَ وَ جََاءَكَ فِي هََذِهِ اَلْحَقُّ... [1] و حين يقول‌ فَاقْصُصِ اَلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [2] و حين يقول‌ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ اَلْقَصَصِ بِمََا أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ هََذَا اَلْقُرْآنَ... [3] .

و معنى كل هذا أن اختيار أحداث بعينها من تاريخ هؤلاء الرسل أو قصصهم كان مقصودا، و أن هذا القصد لم يكن إلا التنفيس و الإفاضة عن النبي عليه السلام و المسلمين و إلا خدمة الدعوة الإسلامية. و إذا فالقصص القرآني من هذا الجانب الذي تتفاوت فيه حيوات الرسل و يمضي فيه كل منهم إلى نوع من الأحداث تلائم ظروفه و تتفق و طبيعة الدعوة و أحوال البيئة يمثّل نفسية النبي عليه السلام من حيث أنها العامل الأول في الاختيار.


[1] سورة هود، الآية 120.

[2] سورة الأعراف، الآية 176.

[3] سورة يوسف، الآية 3.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست