و هكذا يسمع زكريا النداء و هو في المحراب و يدخل الملائكة على داود فيفزع و يقوم الملكان هاروت و ماروت بما يقوم به البشر فيعلمان الناس السحر و يقولان لهم إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ[3] .
و هكذا أيضا نلحظ أن الملائكة في القصص القرآني لا تأتي بالخوارق و لا تخرج عن حد المعقول في أكثر القصص الذي اضطلعت فيه بدور البطولة، خاصة في مثل ذلك الوقت الذي نزل فيه القرآن و الذي كان يمتلئ فيه العالم و خاصة في الجزيرة العربية بجو من الأوهام التي تضفي على الأرواح الخفية من القدرة على الأمور بما يخرج بها عن حد الشخصيات في القصص الواقعي أو المألوف إلى حد آخر ينسجه الخيال فتكون الشخصية خرافية أو خيالية.