responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 250

فيتمشدقون و يقولون: أ ليس القصص القرآني بعض القرآن؟و أ ليس القرآن قد نزل من عند اللّه؟و إذن فكيف نبيح لإنسان مهما يكن حظه من العلم و المعرفة، و مهما يكن قدره من العلو و الرفعة أن يبحث عن مصادر ما أنزل اللّه؟إنها الفتنة فدعوها نائمة و لعن اللّه من أيقظها.

أما الخطورة الثانية فتتمثل في أقوال المستشرقين و المبشّرين و تدور حول مصادر القصص القرآني. و هؤلاء المبشّرون يحتفلون للحديث عن هذه المصادر أكثر من احتفالهم لأية مسألة أخرى من مسائل القرآن و سر هذا الاحتفال أن هذه المسألة هي الباب الذي ينفذون منه إلى الموازنة بين ما جاء في القرآن الكريم من أحداث و أخبار و ما جاء منها في التوراة و الإنجيل و غيرهما من كتب التاريخ و الأخبار.

و المستشرقون و المبشّرون في موازناتهم ينتهون حتما إلى القول بأن في القرآن مخالفات تاريخية و أن هذه المخالفات هي الدليل على أنه من عند محمد، لأنه لو كان من عند اللّه لتنزّه عن هذه المخالفات و لما كان فيه منها كثيرا أو قليل. و هم يعللون هذه المخالفات بقولهم لأقوامهم: إن محمدا كان يتعلم هذه الأخبار من العبيد و الأرقاء، أولئك الأعاجم الذين كانوا يخدمون السادة من قريش و الذين أشار القرآن إلى واحد منهم حين قال وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمََا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسََانُ اَلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هََذََا لِسََانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [1] . و هؤلاء ما كانوا يعرفون من التاريخ الديني للرسل و الأنبياء إلا شائعات.

ذلك لأنهم بحكم رقهم أو بحكم فقرهم ما كانوا يستطيعون الحصول على نسخ من الإنجيل و التوراة و كتب الأخبار، فلم تكن المطبعة قد وجدت بعد، و لم تكن النسخ المخطوطة من الكثرة بحيث تقع في أيدي هؤلاء. لقد كانت نادرة، و كان الحصول عليها يتوقف على مقدار ما يدفع في سبيلها من نقد و من هنا كانت وقفا على الأغنياء [2] . و من هنا أيضا كانت معارف الفقراء و معارف العبيد و الأرقاء وقفا على الشائعات و ليس يخفى


[1] سورة النحل، الآية 103.

[2] راجع هنري سمث، الكتاب المقدّس و الإسلام، ص 60-97. و راجع ريتشارد بل، مصادر الإسلام، ص 104-105.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست