و هل الجب عزيمة فلا تشريع في القضاء و الكفّارة و ما أشبه حاله حال الطفل و المجنون حيث لا تشريع لقضائهما الصلاة و الصيام و ما أشبه أو رخصة؟ الظاهر: الأول، لأن المستفاد من أحاديثه عرفاً الامتنان، فلا تشريع كعدم التشريع للصيام و إتمام الصلاة حال السفر.
فقد روى علي بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى (وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً)[1] الآية: أنها نزلت في عبد الله بن أبي أُميّة أخي أم سلمة (رضي الله عنها)، و ذلك أنه قال هذا لرسول الله (ص) بمكّة قبل الهجرة، فلمّا خرج رسول الله (ص) إلى فتح مكة استقبله عبد الله بن أبي أمية فسلّم على رسول الله (ص) فلم يرد (عليه السلام) و أعرض عنه و لم يجبه بشيء، و كانت أخته أم سلمة مع رسول الله (ص) فدخل عليها و قال: يا أختي إن رسول الله (ص) قبل إسلام الجميع و ردَّ عليَّ إسلامي.