عند أستاذ، و إلاّ فلا محيص له إلاّ أن يضل عن الطريق، و لا محالة يقع في إحدى المفسدتين، و يتورّط في إحدى المهلكتين: إما الوقوع بنفسه في الكفر، أو تكفير قوم بغير حق.
و قد رأيت في خلال هذه الأيام رسالة خطية ألّفها أحد الأعاظم من العلماء المعاصرين و قد توفى في هذه السنة، و كان موضوع تلك الرسالة إبطال هذه القاعدة، أعني «الواحد لا يصدر عنه إلاّ الواحد» ، و أورد فيها بزعمه إيرادات كثيرة على الحكماء، فطالعتها برهة و قرأتها مدة فرأيت أنّ هذا الرجل الجليل تحمّل المشقات الكادحة و أتعب نفسه في إيراد المناقشات و الطعون و الإيرادات، و ليته تحمل تلك المشقات و الرياضات و لا أقل من صرف بعض تلك المشاق في فهم كلمات الحكماء و تفهّم مرادهم من هذه القاعدة، و لم يقع في ورطة الإيراد و الإشكال، و قلت لتلميذ هذا الرجل الجليل-و قد كنت رأيت تلك الرسالة المؤلفة عنده-: الأحسن أن لا تنشروا هذه الرسالة و احفظوا كرامة أستاذكم.
و ما الفضل إلاّ باللّه، يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم.
و اتفق الفراغ من تعريبها في اليوم الثامن و العشرين من جمادى الأولى سنة (1370) هـ في النجف الأشرف، على من حلّ فيها آلاف الصلاة و السلام و التحف.