responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 300

إليه طرفه، و مبارحة أمير المؤمنين عليه السّلام المدينة إلى المدائن لتجهيز سلمان رحمه اللّه و رجوعه من ليلته، بل و ما هو أشد غرابة من ذلك و هو حضوره عند كل محتضر في شرق الأرض و غربها من مؤمن أو منافق «يا حار همدان من يمت يرني» .

يسهل عليك تصور هذه القضايا يا الخارقة لنواميس الطبيعة، يسهل إليك تصورها، بل و التصديق بها.

نعم و إنما يستعصي علينا الإذعان بها، و يجعل عندنا هذا القبيل من المستحيل انغمارنا في المادة و انطمار أرواحنا في مفازات الطبيعة، فلا نبصر و لا نتعقل إلاّ من وراء حجبها الكثيفة، و من للأعمى و الأكمه أن يرى نور الشمس، أو يستلذ بلحن نغمات الأوتار، و ليس عندنا لرد هذه الأنوار سوى الإنكار و سد باب الاعتبار.

أ رأيت هذين الملوين المتعاقبين على هذه الكرة؟لو قيل لك: إنّ أحدا يراهما دفعة واحدة بعينه، هل تعد هذا المقال إلاّ من المحال؟

و لكن لو كان في إحدى كواكب المجرة التي تبعد عن نظامنا الشمسي ملايين الملايين من الأميال ذو بصر حديد، و أيد شديد، نظر إلى الأرض لأبصر الليل و النهار فيها بآن واحد، يعني يرى وجهها المقابل للشمس و المعاكس له دفعة واحدة، و ما ذاك إلاّ لأنّه ترفع عن أفق الزمان و المكان، و خرج عن الحدود و القيود، و لو أنّ البدن المثالي بما فيه من الروح تكاملت ملكاته و تعالت روحياته لغلبت قوته على هذا البدن العنصري و سار أو طار به حيث شاء، كما ربما ينقل مثل ذلك عن بعض المرتاضين من العرفاء الواصلين.

و قد قيل لبعضهم: إنه روي أنّ عيسى عليه السّلام مشى على الماء، فقال: لو كمل يقينه لمشى على الهواء، و لعل إلى هذا و مثله الإشارة في الحديث القدسي المعروف: أطعني تكن مثلي، أقول للشي‌ء كن فيكون، و تقول له: كن فيكون.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست