الواو في و هم: واو الحال، و هي مع الجملة التي بعدها منصوبة المحل، و ذو الحال فاعل استمع المستترُ فيه، و الذي سوَّغ كينونتها حالًا عنه تضمُّنها ضميره. و يجوز أن تكون الجملة صفةً للقوم، و الواوُ لتأكيد لصوق الصِّفة بالموصوف، و أن الكراهةَ حاصلةٌ لهم لا محالة. و نظيره قوله تعالى: وَ يَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثٰامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف: 22].
المَسَامِع: جمع مِسْمَع، و هو آلة السمع، أو جَمْع سَمْع على غير قياس، كمَشابِه و مَلَامح في جمع شَبَه و لَمْحة، و إنما جُمِع و لم يثنّ لإرَادته المِسْمَعَينِ و ما حولهما مبالغة و تغليظاً.
القَيْنَة عند العرب: الأمَة. و القَيْن: العبد. و لإن الغناء أكثر ما كان يتولاه الإماء دون الحَرَائر سميت المغنية قَيْنة.
[أنف]
*: في قصة خروجه إلى المدينة و طلب المشركين إيّاه- قال سُراقةُ بن مالك:
فبينا أنا جالس أقْبَل جالس أقْبَل رجل فقال: إني رأيت آنِفاً أَسْوِدَةً بالساحل أَراهم محمداً و أصحابَه.
قال: فقلتُ: ليسوا بهم، و لكن رأيتُ فلاناً و فلاناً و فلاناً انطلقوا بُغْيَاناً.
آنفاً: أي الساعة، من ائْتِنَاف الشيء و هو ابتداؤُه، و حقيقتُه في أول الوقت الذي يقرب منّا.
و منه:
إنه قيل له: مات فلان، فقال: أ ليس كان عندنا آنِفاً؟ قالوا: بلى! قال: سبحان اللّٰه! كأنها أَخْذَة على غَضَب. المحروم: من حُرم وصيته.
و البيت من الوافر و هو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 73، و الاشتقاق ص 46، و جمهرة اللغة ص 978، و الدرر 2/ 261، 4/ 28، 5/ 126، و شرح شواهد الإيضاح ص 509، و شرح شواهد المغني ص 130، 412، و الصاحبي في فقه اللغة ص 189، و مغني اللبيب ص 41، 139، 393، 398، و بلا نسبة في همع الهوامع 1/ 153، 248، 2/ 72.
[2] (*) [أنف]: و منه في حديث سبق الحدث في الصلاة: فليأخذ بأنفه و يخرج. و في حديث ابن عمر: إنما الأمر أُنُفٌ. النهاية 1/ 75.
اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 55