اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 396
فقال: هاه! ما كانت هذه تقاتل، الْحَق خالداً فقل له: لا تقتلَنَّ ذُرِّيَّةً و لا عَسِيفاً.
الذّرِّية من الذر بمعنى التَّفْريق؛ لأن اللّٰه تعالى ذَرَّهم في الأرض، و من الذَّرْء بمعنى الخَلْق، فهي من الأول فُعْليَّة أو فُعْلُولَة ذُرُّورَة؛ فقلبت الراء الثالثة ياء كما في تَقَضَّيْت و من الثاني فعلولة أو فُعِّيلَة؛ و هي نَسْلُ الرجل، و قد أوقعت على النساء كقولهم للمطر: سماء.
و منه
حديث عمر رضي اللّٰه عنه: حجّوا بالذّريّة، لا تأكلوا أرزاقها، و تَذَرُوا أرْبَاقها في أعناقها.
قيل: أراد النساء لا الصبيان، ضَرَبَ الأرْبَاق [1] مثلًا لما قُلِّدت أعنَاقُها من وجوب الحجّ.
العَسِيف: الأجِير.
[ذرو]
*: أمّا أول الثلاثة يدخلون النّار فأميرٌ مُسَلط جائر، و ذو ذَرْوَة من المال لا يُعطى حَقَّ اللّٰه من ماله، و فقير فخور. و أما أوَّلُ الثلاثة يدخلون الجنَّة فالشهيد، و عَبْد مملوك أحسنَ عبادةَ ربِّه و نصح لسيِّده، و عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ.
قال أبو تراب: يقال: هو ذُو ذَرْوَة من المال؛ أي ذو ثَرْوَة؛ فإمَّا أن يكون من باب الاعْتِقاب؛ و إما أن يكون من الذِّرْوة لما في الثَّرْوة من معنى العلوّ و الزيادة.
عليّ (عليه السلام)- غاب عنه سُليمان بن صُرَد فبلغه عنه قولٌ، فقال: بلغَني عن أمير المؤمنين ذرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لي به من شَتْمٍ و إبعَاد، فَسِرْت إليه جواداً.
الذِّرْوُ من الحديث: ما ارتفع إليك، و ترامى من حواشيه و أطرافه، من قولهم: ذرا إليَّ فلان؛ أي ارتفع و قصد، و ذرا الشيءُ و ذروتُه أنا: إِذا طيّرته. قال صخر بن حَبْنَاء:
أتاني عن مُغيرةَ ذَرْوُ قَوْلٍ * * *و عن عيسى فَقُلْتُ له كَذَاكَا
- الأرض، فدبَّ مثل الذَّرِّ، و هزم اللّٰه المشركين. و في حديث عائشة: طيبت رسول اللّٰه (صلى اللّه عليه و سلم) لإحرامه بذريرة. و في حديث النخعي: يُنْثَر على قميص الميت الذريرة. و في حديث عمر: ذُرِّي و أنا أحرُّ لك.
النهاية 2/ 157، 158.
[1] الأرباق: جمع ربقة، و هي الحبل. (لسان العرب: ربق).
[3] (*) [ذرو]: و منه حديث علي: يذرو الرواية ذَرْوَ الريح الهشيم. و في حديث أبي موسى: أُتي رسول اللّٰه (صلى اللّه عليه و سلم) بإبل غُرِّ الذُّرَى. و الحديث: على ذروة كل بعير شيطان. و في حديث سحر النبي (صلى اللّه عليه و سلم): ببئر ذَرْوانَ.