اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 367
[دسر]
: عمر رضي اللّٰه عنه- خطب فقال: إنّ أخْوَف ما أخافُ عليكم أن يؤخذَ الرجلُ المسلمُ البريءُ فَيُدْسَر كما تُدْسَر الجَزُور، و يُشَاطَ لحمه كما يشاطُ لحمُ الجَزور؛ يقال عاصٍ و ليس عاصٍ.
فقال علي (عليه السلام): و كيف ذاك و لمّا تشتد البلية، و تظهر الحميّة، و تُسْبَ الذرِّيّة، و تدقَّهم الفتن دقَّ الرَّحى بِثِفَالها؟
الدَّسْر: الدَّفْع. و المعنى يُدْفعُ و يُكَبُّ للقتل كما يُفْعَل بالجَزُور عند النَّحْر.
أشَاط الجزَّارُ الْجَزورَ: إذا قطعها و قَسَّم لحومَها.
لمّا: مركَّبة مِنْ لَمْ و ما، و هي نقيضةُ قد تنفي ما تثبتُه من الخبر المنتظر.
أراد بالحميَّة حميَّة الجاهلية.
الثِّفَال جلدة تُبْسَط تحت رَحَى اليد، يقع عليها الدقيق. قال:
* و المعنى: كما تَدُقُّ الرَّحى في حال طَحْنِها؛ لأن الثِّفَال إنما يكون معها حينئذ.
و من الدّسْر
حديث ابن عباس رضي اللّٰه تعالى عنهما: ليس في العَنْبَر زكاة، إنما هو شيء دَسَره البَحْرُ.
و منه
حديث الحجّاج: أنه قال لِسنان بن يزيد النخعي [لعنه اللّٰه]: كيف قَتَلْتَ الحُسَين (عليه السلام)؟ قال: دَسَرْتُه بالرمح دَسْراً، و هَبَرْتُه بالسيف هَبْراً، و وكلته إلى امرىء غيرِ وَكِل.
فقال الحجاج: أما و اللَّهِ لا تجْتَمِعان في الجنة أبداً، و أمر له بخمسة آلاف درهم؛ فلما ولّى قال: لا تعطوه إياها.
الهَبْر: القَطْع الواغل في اللحم.
و الوَكِل: الجبان الذي يكل أمْرَه إِلى غيره.
[دسم]
: عثمان رضي اللّٰه عنه- رأى صبياً تأْخُذه العين جمالًا، فقال: دَسِّمُوا نُونَتَه.
أي سَوِّدُوا النُّقرة التي في ذقنه ليردَّ العين.
الحسن (رحمه اللّٰه)- كان يقول في المُسْتَحاضة: تَغْتَسل من الأولى إلى الأولى، و تَدْسِمُ ما تحتها، و تتوضَّأ إذا أحدثت.
أي تسد فَرْجَها؛ من الدِّسَام، و هو ما يُسَدُّ به رأسُ القارُورة.