: من اسْتَخْمَر قوماً أوَّلهم أحرار، و جيرانٌ مستضعَفون، فإن له ما قَصَر في بيته حتى دَخَل الإِسلامُ، و ما كان مُهْمَلًا يُعْطِي الخِراج فإنه عَتيق، و إنَّ كلَّ نَشْرِ أرض يُسْلِم عليها صاحبُها فإنه يخرج منها ما أُعْطِي نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ و عشر المَظْمئِي، و من كانت له أرض جادِسة، قد عُرِفت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لربّها.
اسْتَخْمَر: استعبد و تَمَلَّك، و أَخْمِرْنِي كذا: مَلِكَنيه- كلمة يمانية.
يعني إذا استعبد الرجل في الجاهلية قوماً بني أحرار، و قوماً استجاروا به، فاستضعفهم و استعبدهم، فإنّ مَنْ قَصَره، أي من احتبسه و اختاره منهم في بيته، و اسْتَجْرَاه في خدمته، إلى أن جاء الإِسلامُ فهو عبدٌ له، و من لم يَحْتبِسْه، و كان مُهْمَلًا قد ضَرَب عليه الخراج، و هو الضريبة، فهو حرٌّ بمجيء الإِسلام.
النَّشْر: النَّبَات.
ما: في أعْطى مصدرية مُقَدَّر معها الزمان.
و ربعَ: مفعول يُخرج.
المَسْقْوِي: الذي يُسْقى سَيْحاً.
و المَظْمئِي: الذي تَسْقِيه السماء، و هما منسوبان إلى المسقَى و المظْمَأ، مصدري سقى و ظمِىء.
الجادسة: التي لم تُحْرَث و لم تُعْمَر. قال ابن الأعرابي: الجوادس: البِقَاع التي لم تُزرع قط.
قال عائذ اللّٰه بن عَمْرو: دخلتُ المسجدَ يوماً مع أصحاب النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) أخْمَر ما كانوا ...
ثم ذكر حديثاً حدّثهم به مُعاذ.
أي أكثر ما كانوا و أوْفر، و حقيقته أسْتَر ما كانوا، من خَمَر شهادتَه يَخْمرُها، و يَخْمِرها؟ أي سَتَرُوا بِدَهْمَائِهم أرْض المسجد.
و روي بالجيم، من أجْمَر القوم إذا اجتمعوا.
سَهْل [بن حُنَيف الأنصاري (رحمه اللّٰه)-] قال عامر بن ربيعة: انطلقتُ أنا و سَهْل نلتمس
[1] البيت من المنسرح، و هو للأعشى في ديوانه ص 283، و شرح شواهد الإيضاح ص 124، و لسان العرب 6/ 70 (خمس)، 11/ 670 (نغل) 12/ 10 (أدم)، و بلا نسبة في الخصائص 2/ 395، و شرح عمدة الحافظ ص 636.
اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 344