و هو مخفّف عن رَيِّحَان فَيْعِلَان من الرُّوح، لأن انتعاشه بالرزق. و يجوز أن يُراد بالريحان: المشموم، لأن الشَّمِّامات تسمّى تَحَايَا، و يقال: حيَّاه اللّٰه بطاقةِ نرجس، و بِطَاقَةِ رَيْحَان؛ فيكون المعنى: و إنكم مما كرّم اللّٰه به الأناسيَّ و حيَّاهم به، أو لأنهم يُشمّون و يقبَّلون، فكأنهم من جملة الرَّياحِين التي أَنبتها اللّٰه.
و منه
حديث عليّ (عليه السلام): أَن رسول اللّٰه صلى اللّه تعالى عليه و سلم قال له:
أبا الرَّيْحَانَتَيْن؛ أُوصِيكَ بريحانَتَيَّ خَيْراً في الدنيا قبل أَنْ يَنْهَدَّ رُكْنَاكَ. فلما مات رسولُ اللّٰه (صلى اللّٰه تعالى عليه و سلم) قال عليّ: هذا أَحَدُ الرُّكْنَيْن، فلما ماتت فاطِمَةُ قال: هذا الركنُ الآخر.
يا سَقْيَ وَجّ و جُنُوب وجّ * * *و احتلّه غَيْثٌ دِرَاكُ الثَّجِّ
و المراد غَزاة حُنين.
و حُنين: وادٍ قِبَلِ وَجّ، لأنها آخر غَزاة أوقع بها رسولُ اللّٰه (صلى اللّٰه تعالى عليه و سلم) على المشركين. و أما غَزْوتَا الطائف و تَبُوك فلم يكن فيهما قِتال.
و وجْهُ عطف هذا الكلام على ما سبقه التأسّفُ على مفارقة أَوْلادِه لقُرْبِ وفاته؛ لأن
[2] البيت من الكامل، و هو للحارث بن وعلة في الدرر 3/ 62، و شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 206، و لزهير بن أبي سلمى في لسان العرب 12/ 607 (هرم)، و ليس في ديوانه، و بلا نسبة في لسان العرب 1/ 197 (وطأ)، و همع الهوامع 1/ 188.
اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 162