اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 156
أي ثانيها و ثالثها بالكسر، و أما ثُناء و ثُلَاث فصفتان مَعْدُولتان عن اثنين اثنين و ثلاثة ثلاثة.
قرأ عليه أُبيٌّ رضي اللّٰه عنه فاتحةَ الكتاب فقال: و الذي نفسي بِيَده ما أُنْزِل في التوراة و لا في الإنجيل، و لا في الزَّبُور، و لا في القرآن مثلُها؛ إنها السَّبعُ من المَثَاني و القرآنُ العظيم الذي أعطيت.
المثاني: هي السَّبع. و من: للتبيين، مثلها في قوله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ [الحج: 30]. كأنه قيل: إنها للآيات السبع التي هي المَثاني، و إنما سُمِّيَتْ مَثَاني؛ لأنها تثنى: أي تكرر في قَوْمات الصَّلاة، الواحد مَثْنى، و يجوز أن يكون مَثْنَاة.
و قوله: و القرآن العظيم: إطْلَاق لاسْم القرآنِ على بَعْضِه. و مثله قوله تعالى: بِمٰا أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ هٰذَا الْقُرْآنَ [يوسف: 3] فيمن جعل المراد بالقَصص سورة يوسف.
و قوله: و لا في القرآن مِثْلها تفضيلٌ لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن.
[ثنن]
*: حمزة رضي اللّٰه عنه- قالَ وَحْشي: سَدَّدْتُ حَرْبتي يوم أُحُدٍ لثُنَّتِهِ فما أَخْطأْتُها.
الثُّنَّة: ما دون السُّرَّةِ إلى العَانَةِ.
وحَشْي غلام طُعَيْمة بن عديّ، زَرَقَة يوم أُحد فقتله، و كان حَمْزة رضي اللّٰه تعالى عنه قد قتل طعيمة يوم بَدْر.
[ثنا]
: ابن عمر رضي اللّٰه تعالى عنهما- من أَشْرَاط الساعة أنْ توضع الأخْيار، و تُرْفع الأشرار، و أن تُقْرَأَ المثْنَاةُ على رءُوس الناس لا تُغَيَّر. قيل: و ما المَثْنَاةُ؟ قال: ما اسْتُكْتِبَ من غير كتابِ اللّٰه.
قيل: هو كتاب وضعه أحبارُ بني إسرائيل بعد موسى على نبيِّنا و عليه الصلاة و السلام على ما أرادُوا من غير كتاب اللّٰه الذي أنزل عليهم، أحلُّوا فيه ما شاءُوا، و حرَّمُوا ما شاءُوا على خِلاف الكتاب، و قد وقعت إلى ابن عُمَر كُتُب يَوْمَ اليَرْموك، فقال ذلك لمعرفته بما فيها.
[ثنط]
: كعب رضي اللّٰه عنه- إن اللّٰه عزَّ و جلَّ لما مدَّ الأَرْض مَادَتْ فثَنَطها بالجبال، فصارت كالأَوْتاد لها، و نَثَطَها بالآكام، فصارت كالمُثْقِلَاتِ لها.
قال ابنُ الأعرابيّ: الثَّنْط بتقديم الثاء على النون: الشَّقّ. و النَّثط: الإثقال، و هما
[1] (*) [ثنن]: و منه حديث فارعة أخت أمية: فشق ما بين صدره إلى ثنته. و في حديث فتح نهاوند: و بلغ الدم ثُنن الخيل. النهاية 1/ 224.
اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 156