اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 153
فدُقَّتْ ثَمَرَتُه، ثم قال للجلَّاد: اضْرِب و ارْجع يديك. ثم قال: بئس لعمرُ اللّٰه وليُّ اليتيم هذا! ما أدَّبت فأحسنت الأدب و لا سترتَ الخَرَبة. قال: يا أبا عبد الرحمن؛ إنه لَابْنُ أخي، و إني لأَجِدُ له من اللّاعَةِ ما أجده لوَلَدِي، و لكن لم آله.
ثمَرَة السَّوط: العقدة في طرفه، و إنما أمر بدقِّها لتَلِين؛ تخفيفاً عنه، و كذلك أمره برَجْع اليدين و هو ألَّا يَرْفَعهما عند الضرب و لا يمدّهما، و يقتصر على أن يرجعهما رَجْعاً.
اللام في اليتيم لتعريف الجنس لا لِلْعَهْد، لإسناد بئس إلى المضاف إليه، لأنه لا يسند إلا إلى ما فيه اللام للجنس أو إلى ما أُضيف. و الذي جوَّز الفصل بين بئس و فاعله بالقسم أنه تأكيد لمضمون الجملة، فليس بأجنبي عنهما.
ما أدّبتَ: التفات إلى الرجل بالتقريع.
الخَرَبة: من قولهم: ما رأينا من فلان خَرَبة؛ أي عيباً و فساداً. و منه: الْخَارِب لعيشه في المال بالسَّرِقة؛ و خراب الأرض: فسادُها لفَقْد العمارة.
اللَّاعة: فَعْلَة من لَاع يَلَاع: إذا وَجد في قلبه لَوْعة من شَوْقٍ أو حُزْن.
قال الأعشى:
مُلْمعٍ لَاعَةِ الفُؤَادِ إلى جَحْ * * *شٍ فَلَاهُ عنها فَبِئْسَ الْفَالِي [1]
و مثلها: امرأةٌ خافة، و عين دَاءَة؛ من خاف يخاف، و دَاء يَدَاء، و المراد من وجد اللّاعَة، و هي النفس، فحذف المضاف.
لم آله: أي مع فرط حرقتي و محبّتي له لم أَدَّخِرْ عنه عركاً و تَأْدِيباً.
[ثمن]
: ابن عباس رضي اللّٰه عنهما- الرَّشوة في الحكم سُحْت، و ثمن الدم، و أُجرة الكاهن، و أَجْر القَائِف، و هديّة الشفاعة، و جَعالة الغَرَق.
ثمن الدم: كسب الحجَّام.
القِيافة: أن يعرف بفطنةٍ و صدقِ فَراسَةٍ أنَّ هذا ابنُ فلان أو أخوه، و كانت في بَنِي مُدْلج.
الجَعِيلة و الجَعالة: الجُعْل، و هو ما يُجْعل لمن يَغُوص على متاعٍ أو إنسان غَرِق في الماء.
[ثمر]
: معاوية رضي اللّٰه عنه- دخل عليه عمرو بن مسعود، و قد أسنَّ و طال عمره، فقال له: كيف أنت؟ و كيف حالك؟ فقال: ما تسألُ يا أمير المؤمنين عمن ذَبُلتْ بَشرته، و قُطِعَتْ ثمَرتُه، و كَثُر منه ما يحبّ أن يقلّ، و صَعُب منه ما يحبّ أن يذل، و سُحِلت مَرِيرته