اسم الکتاب : الفائق في غريب الحديث المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 117
معنى البناء: ضمُّ الشيء إلى الشيء، و منه قيل للنِّطَع مِبناة و مَبناة و بناء؛ لأنه أَدِيمان فصاعداً ضُمَّ بعضُها إلى بعض و وصل به.
في يوم مطير؛ أي مُطر فيه، فاتُّسع في الظَّرف بإجرائه مجرى المفعول الصحيح، كما قيل: و يوم شهدناه، إلَّا أنَّ الضميرَ اسْتكَنَّ هنا لانْقِلابه مَرْفوعاً. و برز في شهدناه؛ لأنه انقلب منصوباً، و النَّصْبُ أَخُو الجر.
خالد رضي اللّٰه تعالى عنه- خطب الناس فقال: إن عمرَ استعملني على الشامِ، و هو له مهمّ؛ فلما أَلْقَى الشَّامُ بَوَانِيَه، و صار بَثَنِيَّةً و عَسَلًا، عَزَلَني و استَعْمَل غَيْرِي فقال رجل: هذا و اللّٰه هو الفِتْنَة. فقال خالد: أما و ابنُ الخطاب حيٌّ فلا، و لكنَّ ذاك إذا كان الناسُ بذي بِلِّيٍّ و ذي بِلَّى- و روي: «بذي بِلِّيَانِ».
البَوَاني: أَضْلَاع الزَّوْرِ لتضامِّها، الواحدة بَانية، و يقال: أَلْقى البعيرُ بَوَانِيه، كما يقال:
ألقَى بَرْكه [1]، و أَلْقَى كَلْكَله: إذا اسْتَنَاخَ، فاستعاره لاطمِئنان الشامِ و قرار أُمُوره.
البَثَنِيَّة: حِنْطة حبّ منسوبةٌ إلى البَثْنَة، و هي بلاد من أرض دمشق. و البَثْنَةُ: الأرض السهلة اللينة؛ أي كثر فيها الحنطة و العسل، حتى كأن كلّه حنطة و عسل. و المرادُ ظهور الخصب و السَّعة فيه.
يقال لمن بَعُد حتى لا يدري أين هو: صار بذِي بِلِّيٍّ و ذي بِلِّيان، من بلَّ في الأَرض إذا ذهب. و المعنى ضياع أمورِ الناسِ بعده و تشتّت كلمتهم.
[بنت]
: عائشة رضي اللّٰه تعالى عنها- كنت أَلْعب مع الجواري بالبنات، فإذا رأينَ رسولَ اللّٰه (صلى اللّه عليه و سلم) انْقَمَعْن فيُسَرِّبهُنَّ إليّ.
البنات: التماثيل التي يَلعبُ بها الصبايا.
انْقَمَعْن: دَخَلْن البيت و تغيَّبْن.
يُسَرِّبُهنَّ: يرسلهن، من السِّرْب، و هو جَمَاعة النساء.
[بنن]
*: شُرَيح (رحمه اللّٰه تعالى)- قال له أعرابيّ- و أراد أن يَعْجَل عليه بالحكومة:
تَبَنَّنْ.
أي تثبَّت، و البَنِين: العاقل المتثبِّت، و هو من باب أبَن بالمكان.
أُبَيْنَى عبد المطلب في (غل). و بنَّسوا في (نس). بَنَّة الغَزْل في (با). ابن أبي كَبشة في (عن).