responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 98

صوف، و كان فظّا يتبعنى إذا عملت، و يضربنى إذا قصّرت، و قد أمسيت و ليس بينى و بين اللّه أحد، ثم تمثّل:

لا شى‌ء فيما ترى تبقى بشاشته‌* * * يبقى الإله و يودى المال و الولد

لم تغن عن هرمز يوما خزائنه‌* * * و الخلد قد حاولت عاد، فما خلدو

و لا سليمان إذ تجرى الرياح له‌* * * و الإنس و الجن فيما بينها برد

أين الملوك التى كانت نوافلها* * * من كلّ أوب إليها راكب يفد

حوض هنالك مورود بلا كدر* * * لا بدّ من ورده يوما كما وردوا [1]

*** عثمان بن عفان رضى اللّه عنه‌

ابن أبى العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصىّ القرشى الأموى، أبو عبد اللّه، و أبو عمرو، و ذو النورين أمير المؤمنين رضى اللّه عنه، بويع بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع و عشرين‌ [2]، بعد دفن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه بثلاثة أيام، باجتماع الناس عليه.

و قتل بالمدينة يوم الجمعة لثمانى عشرة أو سبع عشرة خلت من ذى الحجة سنة خمس و ثلاثين، و ذلك على رأس إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و اثنين و عشرين يوما من مقتل عمر- رضى اللّه عنه- حج فيها كلها إلا السنة الأولى و الأخيرة.

و ذكر ابن الأثير أنه حجّ بالناس فى السنة الأولى، و قيل: بل حجّ بالناس عبد الرحمن ابن عوف بأمر عثمان- رضى اللّه عنه-.

و لما حج فى سنة تسع و عشرين ضرب فسطاطه بمنى، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى، و أتم الصلاة بها و بعرفة، فكان أول ما تكلم به الناس فى عثمان ظاهرا حين أتم الصلاة بمنى، فعاب ذلك غير واحد من الصحابة، و قال له علىّ رضى اللّه عنه: «ما حدث أمر، و لا قدم عهد، و لقد عهدت النبى- (صلى اللّه عليه و سلم)- و أبا بكر و عمر يصلون ركعتين، و أنت صليت ركعتين صدرا من خلافتك»، فما درى ما يرجع إليه، و قال: «رأى رأيته».

و بلغ الخبر عبد الرحمن بن عوف رضى اللّه عنه، و كان معه، فجاءه و قال: «ألم تصلّ فى هذا المكان مع رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و سلم)- و أبى بكر و عمر ركعتين؟»، قال: «بلى، و لكن‌


[1] انظر: (تاريخ عمر بن الخطاب من 134، الكامل 3/ 30).

[2] انظر: (الكامل 3/ 26، 28).

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست