فنقول: بعد حمد اللّه الذى لا يخيب من سأله، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير نبى أرسله.
فهذا ما وعدت بذكره فى كتابى «العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين» من سيرة نبينا محمد المصطفى، زاده اللّه شرفا.
و ذلك: فيما لخصته و اختصرته من السيرة الصغرى للحافظ علاء الدين مغلطاى المصرى (رحمه اللّه) و أكده بلفظه.
و قد أخبرنى بكتابه المذكور: شيخنا القاضى الإمام زين الدين أبو بكر بن الحسين الشافعى سماعا و أجازه عن الحافظ علاء الدين مغلطاى سماعا كذلك، و إنما عولت على كتابه دون غيره من الكتب المصنفة فى هذا المعنى على كثرتها: لأن كتابه أكثرها فوائد، و فيه من الفوائد النفيسة ما لا يوجد فى كثير من الكتب المبسوطة فى هذا المعنى، و أضفت إلى ما ذكرته من كتابه فوائد لم يذكرها، و أكثر ذلك مما ذكره شيخنا الحافظ زين الدين العراقى- سقى اللّه ثراه- فى كتابه الذى نظمه فى السيرة النبوية. و هو ألف بيت بدا فى كتاب مغلطاى فى كثرة الفوائد.
و قد رويت ذلك عن شيخنا العراقى إجازة. و كل ما أوردته من كتابه و غيره أجيزه بقولى: قلت فى ابتدائه، و أجيز آخره بقولى: انتهى. و سميت تأليفى هذا «الجواهر السنية فى السيرة النبوية».