اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 362
حجهم و طوافهم بالكعبة، لم يحلوا حتى يأتوا العزى، فيطوفون بها و يحلون عندها، و يعكفون عندها يوما.
ثم أزال خالد بن الوليد رضى اللّه عنه العزى، بأمر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بعد فتح مكة. و ذلك:
لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان.
و خبر العزى، و ما ذكرناه من الأصنام: أبسط من هذا فى أصله، مع كون ذلك مختصرا من تاريخ الأزرقى و غيره.
*** و أما أسواق مكة فى الجاهلية
فذكر الأزرقى فيها خبرا طويلا. ذكرنا طرفا منه فى أصله. و نشير هنا إلى ما نبين به المقصود منه بلفظه فى البعض، و بمعناه فى البعض.
و ذلك: أن أهل الجاهلية كانوا يصبحون بعكاظ يوم هلال ذى القعدة، ثم يذهبون منه إلى مجنة بعد مضى عشرين يوما من ذى القعدة، فإذا رأوا هلال ذى الحجة: ذهبوا من مجنة، إلى ذى المجاز، فلبثوا به ثمان ليال، ثم يذهبون إلى عرفة.
و كانوا لا يتبايعون فى عرفة و لا أيام منى، فلما أن جاء اللّه بالإسلام: أحل اللّه عز و جل ذلك لهم بقوله: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة: 189] و فى قراءة أبى بن كعب «فى مواسم الحج» يعنى: منى و عرفة، و عكاظ، و مجنة، و ذى المجاز، فهذه مواسم الحج. ثم قال: و كانت هذه الأسواق بعكاظ و مجنة و ذى المجاز:
قائمة فى الإسلام حتى كان حديثا من الدهر.
فأما عكاظ: فإنها تركت عام حج الحرورى بمكة مع أبى حمزة المختار بن عوف الأزدى الأباطى فى سنة تسع و عشرين و مائة، و خاف الناس أن ينتهبوا، و خافوا الفتنة، فتركت حتى الآن.
ثم تركت مجنة و ذو المجاز بعد ذلك، و استغنوا بالأسواق بمكة و منى و عرفة.
قال أبو الوليد الأزرقى: و عكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة على طريق صنعاء فى عمل الطائف على بريد منها، و هى سوق لقيس غيلان، و ثقيف، و أرضها: لنضر.
و مجنة: سوق بأسفل مكة على بريد منها، و هى سوق لكنانة، و أرضها من أرض كنانة، و هى التى يقول فيها بلال رضى اللّه عنه:
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 362