اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 308
الباب الثالث و الثلاثون فى ذكر شىء من خبر بنى قصى بن كلاب، و توليتهم لما كان بيده من الحجابة، و السقاية، و الرفادة، و الندوة، و القيادة، و تفسير ذلك [1].
اختلف فيما صنعه قصى فيما كان بيده من الأمور المشار إليها، فقيل: إنه جعل ذلك لابنه عبد الدار بن قصى لتلحقه فى الشرف بأخيه عبد مناف، ثم إن بنى عبد مناف بن قصى: عبد شمس و هاشما و المطلب و نوفلا، أجمعوا على: أن يأخذوا ذلك من أيدى بنى عبد الدار لشرفهم و فضلهم فى قومهم على بنى عبد الدار. و كاد أن يقع بين الفريقين قتال، ثم اصطلحوا على: أن يعطوا بنى عبد مناف السقاية و الرفادة، و أن تكون الحجابة و اللواء و الندوة لبنى عبد الدار.
فولى السقاية و الرفادة: هاشم بن عبد مناف ليساره، و اسمه عمرو، و يقال ما سمى هاشما إلا لهشمه الخبز بمكة لقومه، و يقال: إنه أول من أطعم الثريد بمكة و أنه أول من سنّ لقريش الرحلتين: رحلة الشتاء و الصيف.
و مات بغزة بالشام تاجرا، فولى السقاية و الرفادة بعد: عبد المطلب بن عبد مناف.
و كان يسمى: الفيض؛ لسماحته و فضله. و مات بردمان باليمن.
فولى ذلك بعده عبد المطلب بن هاشم.
هذا ملخص بالمعنى مختصر مما ذكره ابن إسحاق فى خبر هذه الأمور.
و ذكر الزبير بن بكار خبرا يقتضى أن قصى بن كلاب أعطى ابنه عبد مناف السقاية و الندوة، و أعطى عبد الدار: الحجابة و اللواء، و أعطى عبد العزى: الرفادة و أيام منى.
قال المروانى- شيخ الزبير- فى هذا الخبر: و الرفادة: الضيافة. و أيام منى: كان الناس لا يجوزون إلا بأمره. و أعطى عبد بن قصى: جلهتى الوادى، و لم أسمع فى جلهتى الوادى بشىء. انتهى باختصار.
و قيل: إن قصى بن كلاب أعطى عبد مناف: السقاية و الرفادة و القيادة، و أعطى عبد