responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 23

الروس هنالك، و لهم أيضا دار بأعلى مكة فى وجه شعب ابن عامر مقابل زقاق النار فى موضع سوق الغنم القديم يقال لها اليوم: دار سمرة.

*** رباع حلفاء بنى عبد شمس‌

دار جحش بن رياب الأسدى هى الدار التى بالمعلاة عند ردم عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه يقال لها: دار أبان بن عثمان عندها الرواسون، فلم تزل هذه الدار فى أيدى ولد جحش و هم بنو عمة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أمهم أمية بنت عبد المطلب، فلما أذن اللّه عز و جل لنبيه (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه فى الهجرة إلى المدينة، خرج آل جحش جميعا الرجال و النساء إلى المدينة مهاجرين، و تركوا دارهم خالية، و هم حلفاء حرب بن أمية بن عبد شمس، فعمد أبو سفيان بن حرب إلى دارهم هذه فباعها بأربع ماية دينار من عمرو بن علقمة العامرى من بنى عامر بن لوى، فلما بلغ آل جحش إن أبا سفيان قد باع دارهم أنشأ أبو أحمد بن جحش يهجو أبا سفيان و يعيره ببيعها و كانت تحته الفارعة بنت أبى سفيان.

أبلغ أبا سفيان أمرا* * * فى عواقبه ندامه‌

دار ابن أختك بعتها* * * تقضى بها عنك الغرامه‌

و حليفكم باللّه رب‌* * * الناس مجتهد القسامه‌

اذهب بها اذهب بها* * * طوقتها طوق الحمامه‌

فلما كان يوم فتح مكة، أتى أبو أحمد بن جحش و قد ذهب بصره إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فكلمه فيها، و قال: يا رسول اللّه، إن أبا سفيان عمد إلى دارنا فباعها، فدعاه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فساره بشى‌ء، فما سمع أبو أحمد بعد ذلك ذكرها بشى‌ء، فقيل لأبى أحمد بعد ذلك: ما قال لك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)؟ قال لى: إن صبرت كان خيرا و كانت لك بها دار فى الجنة، قال: قلت: أنا أصبر، فتركها أبو أحمد، ثم اشتراها بعد ذلك يعلى بن منبه التميمى حليف بنى نوفل بن عبد مناف فكانت له، و كان عثمان بن عفان قد استعمله على صنعاء ثم عزله و قاسمه ماله كله، كما كان عمر يفعل بالعمال إذا عزلهم، قاسمهم أموالهم، فقال له عثمان حين عزله: يأبا عبد اللّه كم لك بمكة من الدور؟ فقال: لى بها دور أربع. قال: فإنى مخيرك ثم أختار. قال: افعل ما شئت يا أمير المؤمنين، فاختار يعلى دار غزوان بن جابر بن شبيب بن عتبة بن غزوان صاحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ذات الوجهين التى كانت بباب المسجد الأعظم الذى يقال له: باب بنى شيبة، و كان عتبة بن غزوان‌

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست