اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 218
و ابن الزبير رضى اللّه عنهما أول من جعل لها بابين. و بناؤه لها ثابت. و كذلك بناء قريش و الخليل.
و ما عدا ذلك غير ثابت، لضعف سند الأخبار الواردة به.
و كلام السهيلى يقتضى: أن شيث بن آدم أول من بناها.
و فى الأزرقى: ما يدل لتقدم بناء آدم على بناء الملائكة.
و سبب بناء ابن الزبير: أنها أصابها حريق من جهة فى المسجد أيام حصره الحصين ابن نمير السكونى لمعاندته الخليفة يزيد بن معاوية، و ما أصابها من حجر المنجنيق الذى كان يرمى به الحصين ابن الزبير فى حال حصره، فإنه كان يصيب الكعبة، و ذلك فى أوائل سنة أربع و ستين من الهجرة.
فلما أدبر الحصين بن نمير من مكة راجعا إلى الشام- فى ربيع الآخر من هذه السنة، بعد أن بلغه موت يزيد- استشار ابن الزبير الناس فى هدم الكعبة و بنائها، فأشار بذلك قوم، و كرهه آخرون، منهم: ابن عباس رضى اللّه عنهما.
فلما اجتمع له ما يحتاج إليه من آلات العمارة: هدمها و بناها على أساس إبراهيم (عليه السلام)؛ لأنه أدخل فيها ما كانت قريش أخرجته منها فى الحجر، بعد أن كشف عن أساس إبراهيم حتى ظهر له، و أوقف عليه الناس، و جعل لها بابين متقابلين لاصقين بالأرض، أحدهما: شرقى، و الآخر: غربى. و اعتمد فى ذلك و فى إدخاله فيها ما أخرجته منها قريش: على حديث يقتضى ذلك، أخبرته به خالته أم المؤمنين عائشة رضى اللّه عنها عن النبى (صلى اللّه عليه و سلم). و زاد فى طولها تسعة أذرع. هذا هو المشهور فيما زاد.
و قيل: زاد فيه عشرا. و هذا فى مسلم عن عطاء.
و عبد اللّه بن الزبير رضى اللّه عنهما هو الذى وضع الحجر الأسود فى الكعبة، لما بنيت فى زمنه.
و قيل: وضعه ابنه عباد.
و قيل: ابنه حمزة.
و قيل: الحجبة مع ابنه حمزة. و اللّه أعلم.
و الذى بناه الحجاج فى الكعبة: هو الجدر الذى يلى الحجر، بسكون الجيم.
و الباب الذى صنعه ابن الزبير رضى اللّه عنهما: فى دبر الكعبة، و ما تحت عتبة الباب
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 218