اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 207
و جميع حدود الحرم مختلف فيها؛ لأن فى حده من جهة الطائف على طريق عرفة من بطن «نمرة» أربعة أقوال: نحو ثمانية عشر ميلا، على ما ذكر أبو الوليد الباجى المالكى (رحمه اللّه تعالى).
و أحد عشر ميلا على ما ذكره الأزرقى، و الفاكهى، و ابن خرداذبة الخراسانى فى كتابه «المسالك و الممالك».
و تسعة أميال- بتقديم التاء- ذكره ابن أبى زيد فى النوادر.
و سبعة- بتقديم السين- ذكره الماوردى، و الشيخ أبو إسحاق الشيرازى، و النووى.
و فيما قالوا: نظر قوى. يقتضى بعد استقامة قولهم، كما سيأتى بيانه إن شاء اللّه تعالى.
و ذكر النووى: أن الأزرقى تفرد بما قاله فى ذلك.
و لم يتفرد به؛ لموافقة الفاكهى، و ابن خرداذبة له عليه. و لا أعلم له فى ذلك مخالفا قبل من ذكرنا. و اللّه أعلم.
و فى حده من جهة العراق: أربعة أقوال: سبعة أميال- بتقديم السين- و ثمانية، و عشرة، و ستة.
و فى حده من جهة الجعرانة [1]: قولان: تسعة- بتقديم التاء- و بريد.
و فى حده من جهة التنعيم [2] أربعة أقوال: ثلاثة، و نحو أربعة، و أربعة، و خمسة.
و فى حده من جهة جدة قولان: عشرة، و نحو ثمانية عشر، على ما ذكره الباجى.
[1] الجعرانة: بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه و يشدّدون راءه، و أهل الإتقان و الأدب يخطئونهم و يسكّنون العين و يخّففون الراء، و قد حكى عن الشافعى أنه قال:
المحدّثون يخطئون فى تشديد الجعرانة و تخفيف الحديبية
و قال أبو العباس القاضى: أفضل العمرة لأهل مكة و من جاورها من الجعرانة لأن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اعتمر منها، و هى من مكة على بريد من طريق العراق، فإن أخطأ ذلك فمن التنعيم. انظر: معجم البلدان «الجعرانة».
[2] التنعيم: بالفتح ثم السكون، و كسر العين المهملة، و ياء ساكنة، و ميم: موضع بمكة فى الحل، و هو بين مكة و سرف، على فرسخين من مكة و قيل على أربعة، و سمى بذلك لأن جبلا عن يمينه يقال له نعيم و آخر عن شماله يقال له ناعم، و الوادى نعمان. و بالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة و سقايا على طريق المدينة، منه يحرم المكيون بالعمرة.
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 207