اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 192
الباب الأول فى ذكر مكة المشرفة، و حكم بيع دورها و إجارتها [1]
مكة المشرفة
: بلدة مستطيلة كبيرة، تسع من الخلائق ما لا يحصيهم إلا اللّه تعالى، فى بطن واد مقدس، و الجبال محدقة بها كالسور لها.
و لها- مع ذلك- ثلاثة أسوار: سور فى جهة المشرق، يعرف بسور باب المعلاة؛ لأنه فى أعلاها، و سور فى جهة المغرب و المدينة النبوية، يعرف بسور باب الشبيكة، و سور فى جهة اليمن، و يعرف بسور باب اليمن و باب الماجن.
و كان جدر هذا السور و جدر سور باب المعلاة: غير كاملين بالبناء، و كانا قصيرين عن القامة، فعمرا حتى زادا على القامة، و تكمل بناؤهما إلا موضعا فى سور باب المعلاة؛ لأن ما تحته مهواة.
و هذه العمارة فى النصف الثانى من سنة ست عشرة و ثمانمائة، من قبل السيد حسن ابن عجلان، بعد أن هجم مكة- فى غيبته عنها- ابن أخيه السيد رميثة بن محمد بن عجلان فى جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
ثم أخربت من سور باب المعلاة مواضع، و أحرق بابه؛ لفتنة كانت بين أميريها المذكورين، فى خامس عشرين من شوال سنة تسع عشرة و ثمانمائة.
ثم أعيد بناء ما تخرب، و عمل باب حديد، و ذلك فى شوال و ذى القعدة من السنة المذكورة.
ثم خرب جانب من سور باب المعلاة بين البابين اللذين فى السور المذكور، ثم جانب من سور باب الماجن، من سيل كان بمكة فى سنة سبع و عشرين و ثمانمائة.
و عمر ذلك كله فى أوائل سنة ثمان و عشرين و ثمانمائة.
و كان الخراب فى سور باب المعلاة فى آخر سنة خمس و عشرين و ثمانمائة من سيل.
ذرع مكة
من باب المعلاة إلى باب الماجن: أربعة آلاف ذراع و أربعمائة ذراع و اثنان