responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 177

بالمواليد، و أمطار مكة فى الجاهلية و الإسلام، و غير ذلك- و بين ما كان بعد أبى الوليد الأزرقى، من الأخبار الملائمة لذلك كله، لما فى ذلك من كمال الفائدة.

و فيه فوائد أخر، لم يذكرها الأزرقى، مع إمكانة لذكر بعضها. و كما هو مذكور فى التأليف المشار إليه.

و لم يعن الأزرقى بجمع ولاة مكة فى الإسلام. و ما ذكر من المسائل و المآثر، و الأخبار الإسلامية إلا يسيرا جدّا، بالنسبة إلى ما ذكرته. و ذكر كثيرا من الأخبار الجاهلية.

و سبب جمعى له: أن نفسى تشوفت أيضا كثيرا إلى معرفة ما كان بعد أبى الوليد الأزرقى: من أخبار هذه الأمور، و إلى معرفة ما وقع بعده من الأوقاف بمكة على الفقهاء و الفقراء، و غير ذلك من المدارس و الربط، و غير ذلك.

فعرفت من ذلك طرفا جيدا، بعضه من كتب التاريخ التى نظرتها لأجل التراجم، و بعضه من أحجار و رخام و أخشاب مكتوب فيها ذلك، ثابتة فى بعض الأماكن المشار إليها، و بعضه علمته من أخبار الثقات، و بعضه شاهدته.

و علقت ذلك فى أوراق مفردة خيفة نسيانه من غير ترتيب. ثم بدا لى تأليف ذلك، مع ملاءمة من الأمور التى ذكرها الأزرقى، ففعلت ذلك.

و إنما جعلت هذه المقدمة مع التراجم المشار إليها، ليحصل للناظر فى ذلك معرفة ما اشتملت عليه المقدمة، مع معرفة التراجم.

و لما سمع الأصحاب بجمعى لهذا الكتاب: كثر اشتياقهم إليه، و عظمت رغبتهم فى الوقوف عليه، للإحاطة بفوائده، و استطراق فرائده، و ألحوا علىّ فى أن أبيضه لهم، فلم يسعنى معهم إلا امتثال أمرهم، و كنت ترددت فى ذلك، لعدم وفائه بالمقصود، ثم قلت:

لا لوم على المقل فى بذل المجهود.

و سبب هذا الاخلال: أن مكة ليس لها تاريخ على هذا المنوال. لأنى لا أعلم أحدا جمع لمكة تاريخا إلا الأزرقى‌ [1]، و الفاكهى، و شريف- يقال له «زيد بن هاشم بن على‌


[1] هو محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق، أبو الوليد الأزرقى: مؤرخ، يمانى الأصل، من أهل مكة. له «أخبار مكة و ما جاء فيها من الآثار- ط» جزآن.

انظر: (الأعلام 6/ 222، فى أكثر المصادر، و منها اللباب لابن الأثير 1: 37 أن نسبه الأزرقى إلى جده الأزرق أبى عقبة، من غسان؛ و قال ابن خلدون: و عنه أخذ القلقشندى فى نهاية الأرب 79 إنه من نسل «الأزرق» العمليقى. توفى سنة 223 ه. و نبه صاحب الرسالة المستطرفة ص 100 إلى أن جده «أحمد بن محمد» توفى (سنة 222) كما فى تهذيب التهذيب 1: 79 نقلا-

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست