اسم الکتاب : العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى المؤلف : العاصمي، أحمد بن محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 432
[إنّهم] قد/ 391/ منعوني ما فيه فأعطني ما فيه».
ثمّ قال: «اللهمّ إنّي قد مللتهم و ملّوني و أبغضهم و أبغضوني و حملوني على غير أخلاقي!!!.
اللهمّ فأبدلني بهم خيرا و أبدلهم بشرّ مني؟ اللهمّ أمت قلوبهم موت الملح في الماء».
267- و روي من وجه آخر عن أبي صالح الحنفي قال: رأيت عليّا وضع على رأسه مصحفا ثمّ قال: «اللهمّ [إنّهم] منعوني ما فيه فأعطني ما فيه، اللهمّ [إنّي] كرهتهم فكرهوني و مللتهم و ملّوني و حملوني على غير خلقي و طبعي و أخلاق لا تعرف لي!
اللهمّ أبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرّا منّي!
اللهمّ أمث قلوبهم ميث الملح في الماء».
قال [أبو صالح]: فلقد أجابه اللّه عزّ و جلّ.
و أمّا الإجابة:
فقوله تعالى: وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [75/ الصافات: 35] فأجاب اللّه تعالى دعاء نوح (عليه السّلام) على قومه فأرسل عليهم الطوفان فأغرقوا.
و كذلك المرتضى (رضوان اللّه عليه) أجاب اللّه تعالى دعاءه فسلّط عليهم [غلام] بني ثقيف يعني الحجّاج [1] فقتل منهم من قتل و فعل بهم ما فعل، كلّ ذلك عقوبة لهم بما خذلوا وليّ اللّه و خليفة رسوله في أهله [و أمّته].
قيل: و أحصي ديوانه [أي الحجّاج] بعد موته فوجد فيه ثمانون ألفا [ممّن] قتل صبرا و كان آخر من قتل سعيد بن جبير فلم يقتل بعده أحدا لدعوة سعيد بن جبير/ 392/ فاستجاب اللّه دعاءه فيه و شغله بنفسه إلى أن خرج من الدنيا ملعونا
[1] قد نسي المصنّف أو تجاهل عن ذكر سلطة من سلّط الحجّاج و أمثاله، و هم الأصل و الحجّاج و أشباهه فروع منهم و سيّئة من سيّئاتهم.
اسم الکتاب : العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى المؤلف : العاصمي، أحمد بن محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 432