responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 72

ذلك في الأرض في زمانهم من أعدائهم الكثير قُلْ فَلِلََّهِ اَلْحُجَّةُ اَلْبََالِغَةُ فَلَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ [1] .

3-أنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من امتلاء الأرض ظلما و جورا قبل خروجه، لا يدلّ على خلو الأرض من أهل الخير قبل زمانه، فالرسول صلّى اللّه عليه و آله أخبر في أحاديث صحيحة بأنّه لا تزال طائفة من أمته على الحقّ ظاهرين حتّى يأتي أمر اللّه، و منها الحديث الذي رواه مسلم عن جابر أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه و آله يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة» قال: «فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء، تكرمة اللّه هذه الأمّة» [2] .

و هذه الأحاديث، و أحاديث المهدي تدلّ على أنّ الحقّ مستمرّ لا ينقطع، لكنّه في بعض الأزمان تكون لأهله الغلبة و يحصل له الانتشار، كما في زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و كما في زمن المهدي و عيسى بن مريم، و في بعض الأزمان يضعف أهل الحقّ و يتضاءل انتشاره. أمّا أنّ الحقّ يتلاشى و يضمحلّ، فهذا ما لم يكن فيما مضى منذ زمن الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و لا يكون في المستقبل حتّى خروج الريح التي تقبض روح كلّ مؤمن و مؤمنة كما أخبر بذلك الذي لا ينطق عن الهوى، صلوات اللّه و سلامه عليه.

فما من زمن في الماضي إلاّ و قد هيّأ اللّه لهذا الدين من يقوم به، و في هذا الزمن الذي تكالب أعداء الإسلام عليه، و غزي بأبنائه المنتسبين إليه أعظم من غزوه


ق-استبشار النّبي صلّى اللّه عليه و آله به، و تفاخره بأنّه من ولده و ذرّيته، بقوله: «المهدي من عترتي، من ولد فاطمة» و هو سرّ تبشير النّبي صلّى اللّه عليه و آله لفاطمة بقوله: «أبشري، المهدي منك» (الإذاعة: 130) .

[1] . الأنعام: 149.

[2] . تقدّمت مصادر الحديث.

اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست