الإجماعي إليه و كان الملتفت إليه باللحاظ بالذات تلك الإرادة و الشوق لا نفس الفعل كانت هي شوقاً و إرادة بالقياس إلى الإرادة من غير شوق آخر مستأنف و إرادة اخرى جديدة و كذلك الأمر في إرادة الإرادة، و إرادة إرادة الإرادة إلى سائر المراتب. فإذن كلٌّ من تلك الإرادات المفصّلة يكون بالإرادة و الاختيار و هي بأسرها مضمّنةٌ في تلك الحالة الشوقية الإجماعيّة المعبّر عنها بإرادة الفعل و اختياره» [1]. انتهى كلامه رفع مقامه. ثمّ حاول [2] مقايسة الإرادة في ذلك بالعلم بالشيء تارةً، و بالعلم بذواتنا اخرى، و بالنية في العبادة ثالثةً، و باللزوم و لزوم اللزوم رابعةً، و بالإرادة المتعلّقة بالمسافة القابلة للانقسام إلى غير النهاية خامسةً، و لك قياسها بالإمكان في الممكنات و الوجوب في الواجب و ضرورة القضايا الضروريّة إلى غير ذلك. و أنت خبير بما فيه و في مقايساته فإنّ الإرادة بما أنّها صفةٌ موجودةٌ حقيقيّة تحتاج إلى علّة موجدة؛ إمّا إرادة اخرى أو شيء من خارج، فيتسلسل أو يلزم الاضطرار و الجبر. و لا يمكن أن يقال:
إنّ
[1]- القبسات: 473- 474، الإيقاظات، ضمن القبسات: 69- 70.
[2]- انظر القبسات: 474- 476، الإيقاظات، ضمن القبسات: 70- 72.