اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 70
اطلاع للإمام على قلوب عباد الله فعلم من ذلك أن لطفيته ليست
في أفعال القلوب أيضا فانتفت لطفيته مطلقا.
قلنا بل لطفيته عامة و
الشرع غير كاف في الشرعيات إذ أكثرها غير كائن في صدر الإسلام و بعد موت النبي و
لا نسلم جواز الخلو من الشرائع و الأحكام و إلا لاختل النظام و في ترك الظلم مصلحة
دنيوية و دينية فإنه من التكاليف السمعية و العقلية و أما لطفه في العقليات فإن
الملازمة بوجوده على فعل الشرعيات يؤثر استعدادا تاما في قصد وقوعها لوجوهها لا
لغيرها إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ[1]
الفصل الثالث نذكر فيه
شبهة من أوجب نصب الإمام على الأمة عقلا لا على الله و لا سمعا
و هي خمسة العقل لا يحكم
في التحسين و التقبيح بشيء فلا يجب على الله شيء قلنا قد بينا حكمه فيهما كيف و
صدق الأنبياء ع مبني عليهما فلا تتم شريعة إلا بهما.
لطفية الإمام مربوطة
بتمكينه فإذا علم الله عدمه سقط وجوبه قلنا لا بل نصبه لطف و حال كف يده لا يؤمن
المكلف كل لحظة من تمكنه إن قيل تصرفه إن كان شرطا في لطفيته وجب على الله تمكينه
و إن لم يكن شرطا سقطت لطفيته قلنا تمكينه إنما هو بخلقه و قبوله و قد فعلاه[2] و نصرة
الرعية له و لم تفعله و ليس تمكينه بخلق الأنصار له ليقهر الرعية على اتباعه
لمنافاة الإلجاء التكليف و لو جاز أن يقهر الإمام الرعية على طاعته جاز الإلجاء و
القهر في جميع التكاليف و هو محال.