responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 42

إن قلت فلو جعل نفوسهم كذلك كانوا كذلك قلت‌ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ و بهذا يسقط ما قيل إن اختصاصه بالرسالة إما لأمر فيتسلسل أو لا لأمر فترجيح بغير مرجح قلنا ذلك من العناية و المختار يرجح بلا مرجح‌

الفصل الثاني [في إثبات بعثة رسول الله ص‌]

محمد رسول الله ص لثبوت دعواه و معجزاته بالتواتر المفيد للعلم لبلوغ مخبريه إلى حد تشهد العقول بصدقه و تحيل العادة الاجتماع لافترائه و إلا علم بمكانه و زمانه خصوصا مع توفر دواعي الكفار على نقله و خصوصا القرآن العزيز فإنه تحداهم بمعارضته في قوله‌ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌[1] فلو قدروا عليه مع كونهم ذوي فصاحة و بلاغة لم يعدلوا عنه إلى محاربته و فيها بذل أنفسهم و الهبوط عن رئاساتهم إذ العاقل لا يعدل عن الأخف الأسهل و فيه الحجة إلى الأشق الأثقل مع عدم الفائدة.

و قد نقل الإمام الطبرسي في احتجاجه‌ أن ابن أبي العوجاء و أبو شاكر الديصاني و ابن المقفع و عبد الملك البصري اجتمعوا عند البيت يهزءون بالحاج و يطعنون بالقرآن و عينوا لكل واحد منهم ربعا من القرآن أن ينقضه و يجتمعون في القابل و قد نقضوه كله فلما اجتمعوا في القابل قال ابن أبي العوجاء أما أنا فمنذ افترقنا فمفتكر في قوله تعالى‌ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا[2] فلم أقدر أضم إليها من فصاحتها مثلها فشغلتني عما سواه و قال عبد الملك و أما أنا فمفتكر في قوله تعالى‌ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ‌[3] و قال أبو شاكر و أما أنا فمفتكر في قوله تعالى‌ لَوْ كانَ‌


[1] البقرة: 23.

[2] يوسف: 80.

[3] الحجّ: 73.

اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست