responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 38

الفصل الخامس [في إلزامات أخر]

اتفق الناس على أن القدر اسم ذم لتشبيههم بالمجوس فتدارأته العدلية و الجبرية كل فرقة تلقيه على الأخرى فقلنا من يثبت القدر في فعل العبد بمعنى الخلق له أحق بالقدري لأن الاسم إنما يشتق من الشي‌ء لمثبت ذلك الشي‌ء كما أن الثنوي من أثبت ثانيا و المجسم من أثبت جسما و لو اشتق اسم الشي‌ء لنافيه لكان الموحد ثنوي و المنزه مجسمي‌[1]. إن قالوا بل أنتم القدرية لأنكم تثبتون قدرة للعبد قلنا فأنتم تثبتون قدرة الرب على فعل العبد و أكثركم يثبت قدرة العبد و يزعم أنها موجبة للفعل و الخبر ورد بفتح القاف و المثبت للقدرة قدري بالضم فليس هو المراد و أيضا فإن المجبر يكثر ذكر القدر في كل قضية و من أكثر من شي‌ء عرف به و أيضا فإن النبي ص ذمهم فالجبرية أحق بالذم لنسبتهم أنواع القبائح إليه تعالى و نهى عن مجالستهم فالمفسدة في مجالس الجبرية حيث يسهلون المعاصي بقولهم ما قدره الله كان و ما لم يقدره فلا و يؤيسون من رحمة الله إذ يجوزون التعذيب من غير ذنب و يقولون خلق الله للجنة قوما لا تضرهم المعصية و للنار قوما لا تنفعهم الحسنة و الطاعة و سماهم النبي ص شهود الشياطين و خصماء الرحمن إذ جواب إبليس‌ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي‌ فإذا قال الله من شهودك بذلك جاء بالجبرية و حكى الحاكم أن جبريا سمع قارئا يقرأ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ قال هو و الله منعه و لو كنت حاضرا لقلت ذلك و حكى أيضا أنه كان بالبصرة نصراني كتب إني كفرت بمحمد بقضاء الله عليه و منعه الإيمان به و أتى بالكتاب المجبرة فكتبوا خطوطهم بذلك ليشهدوا به في القيامة و شبههم النبي ص بالمجوسي و المجبرة كذلك لأن المجوس يقولون بإلهين القادر منهما على الخير لا يقدر


[1] كذا في الأصل و القياس لكان الموحد ثنويا و المنزه مجسميا.

اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست