اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 77
به أَبَلَتْ شَهْرَىْ رَبِيعٍ كِليْهِمَا * * * فقد مارَ فيها نَسْؤُهَا و اقْتِرَارُها [1]
فالنَسْءُ: بَدْءُ السِمَنِ. و الاقْتِرَارُ نِهَايته.
و نَسَأْتُ اللبَنَ: خَلَطْنُهُ بماءٍ، و اسمه النَسْءُ، قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ العَبْسِىُّ:
سَقوْنِى النَسْءَ[2] ثم تَكَنَّفُونِى * * * عُدَاةُ اللّٰه من كَذِبٍ وَزُورِ
و قوله تعالى: إِنَّمَاالنَّسِيءُ زِيٰادَةٌ فِي الْكُفْرِ هو فعيل بمعنى مفعول من قولك: نَسَأْتُ الشىءَ، فهو مَنْسُوءٌ، إذا أَخَّرْتَهُ، ثم يُحوَّلُ مَنسُوءٌ إلى نَسِيءٍ، كما يُحَوَّلُ مَقتولٌ إلى قَتِيلٍ.
و رجلٌ نَاسِئٌ و قومٌ نَسَأَةٌ، مثل: فَاسِقٍ و فَسَقَةٍ، و ذلك أنهم كانوا إذا صَدَرُوا عن مِنًى يقوم رجل من كِنَانَةَ فيقول: أنا الذى لا يُرَدُّ لى قَضَاءٌ! فيقولون: أَنْسِئْنَا شهراً، أى: أَخِّرْ عنا حُرُمَةَ الْمُحَرَّمِ و اجعلها فى صَفَرٍ، لأنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثةُ أشهُرٍ لا يُغِيرُونَ فيها، لأن مَعَاشَهُمْ كان من الغارَةِ؛ فَيُحِلُّ لهم الْمُحَرَّمَ.
و قولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِى، أى: أَبْعَدْتُ مذهبى. قال الشَنْفَرَى:
و يقال: إنَّ لى عنك لَمُنْتَسَأً، أى: مُنْتَأًى و سَعَة.
نشأ
أَنْشَأَهُ اللّٰه: خَلَقَهُ. و الاسم النَّشْأَةُ و النَّشَاءَةُ بالمدِّ، عن أبى عمرو بن العَلَاء. و أَنْشَأَ يَفْعَلُ كذا، أى: ابتَدَأَ. و فلان يُنْشِئُ الأحاديث، أى يَضَعُهَا.
و الناشِئُ: الْحَدَثُ الذى قد جاوز حَدَّ الصِغَرِ، و الجاريةُ ناشِئٌ أيضاً، و الجمع النَشَأُ، مثل: طالبٍ و طلَبٍ، و كذلك النَشْءُ، مثل: صاحبٍ و صَحْبٍ.
و النَشءُ أيضاً: أول ما يَنْشَأُ من السحاب.
و نَشَأْتُ فى بنى فلانٍ نَشْأً و نُشُوءًا، إذا شَبَبْتُ فيهم. و نُشِّئَ و أُنْشِئَ بمعنى: و قُرِئَ، أَ وَ مَنْيُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ 4.
[2] و قيل النسء: الشراب الذى يزيل العقل، و به فسر ابن الأعرابى النسء ههنا، قال: إنما سقوه الخمر.
و يقوى ذلك رواية سيبويه «سقونى الخمر».
[3] (1) قال ابن برى: «الصواب عدونا» أى كما أنشده فى سرب كذلك. اهشرح القاموس. و فى اللسان فى مادة (سرب) منه «غدونا» بالغين المعجمة، و فى المفضليات «و بين الجبى». و يرى «أنشأت» بالشين المعجمة: أظهرت جماعتى من مكان بعيد لمغزى بعيد.