responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحاح‌ تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 106

هَجَرَتْ غَضُوبُ و حُبَّ من يتجنَّبُ * * * وعَدَتْ عَوَادٍ دون وَلْيِكَ تَشْغَبُ [1]

أراد حبب فأدغم و نقل الضمة إلى الياء، لأنه مدحٌ. و منه قولهم: حبَّذَا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، و أصله حَبُب على ما قال الفراء، و ذا فاعله، و هو اسمٌ مبهم من أسماء الإشارة جُعَلَا شيئاً واحداً فصار بمنزلة اسم يَرْفَعُ ما بعده، و موضعه رفعٌ بالابتداء و زيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لأنك تقول: حبذا امرأة و لو كان بدلا لقلت حبَّذِهِ المرأة. قال الشاعر جرير:

و حبذا نَفَحَاتٌ من يمانِيَةٍ * * * تأتيكَ من قِبَلِ الريَّانِ أحيانَا

و تحبَّب إليه: تودّد. و تحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. و شربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أى تَمَلَّأَتْ رِيًّا.

و امرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها و مُحِبٌّ لزوجها أيضاً، عن الفراء. و الاستحباب كالاستحسان [2]. و تحابُّوا، أى أحبَّ كلُّ واحد منهم صاحبه.

و الحِباب بالكسر: المُحَابَّةُ و المَوَادَّةُ. و الحُبَابُ بالضم: الحُبُّ. قال الشاعر [3]:

فو اللّٰه ما أَدرى و إنى لصادقٌ * * * أَدَاءٌ عَرَانِى من حُبَابِكِ أمْ سِحْرُ

و الحُبَابَ أيضاً: الحَيَّةُ. و إنما قيل الحُبَابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، و منه سُمِّىَ الرجل. و حَبَابُ الماءِ بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة:

يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومُهَا بها * * * كما قَسَمَ التُرْبَ المُغَايِلُ 1 باليَدِ

و يقال أيضاً حَبَابُ الماء: نُفَّاخَاتُهُ التى تعلوه، و هى اليَعَالِيلُ. و تقول أيضاً: حَبَابُكَ أن تفعلَ كذا، أى غايتك.

و الإحبَابُ: البُرُوكُ. و الإِحْبَابُ فى الإبل كالحِرَانِ فى الخيل. قال الشاعر 2:

* ضَرْبَ بَعِيرِ السَوْءِ إذْ أَحَبَّا 3*

أبو زيد: يقال بعيرٌ مُحِبٌّ، و قد أحبَّ إحباباً و هو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأَ أو يموت. و قال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. و أنشد 4:


[1] تشعب يروى بالعين المهملة أى تفرق. و من روى تشغب بالمعجمة يريد تخالف قصدك. و الولى: القرب و المداناة، من ولى يلى.

[2] قلت: استحبه عليه أى آثره عليه و اختاره. و منه قوله تعالى: «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمىٰ عَلَى الْهُدىٰ». و استحبه:

أحبه، و منه المستحب، اهمختار.

[3] أبو عطاء السندى.

[4] (1) فى المطبوعة الأولى «المغايل» تحريف.

[5] (2) هو أبو محمد الفقعسى.

[6] (3) و قبله:

* حُلْتُ عليه بالقَفِيلِ ضَرْبَا*

و القفيل: السوط.

[7] (4) يصف امرأة قاست عجيزتها بسبب، أى حبل، ثم ألقته إلى نساء الحى ليفعلن كما فعلت، فأدرنه على أعجازهن فوجدنه فائضاً كثيراً فغلبتهن. ذكره شارح القاموس فى جب بالجيم، قال: وجبت فلانة النساء تجبهن جباً: غلبتهن من حسنها. أى كما سبق فى قوله تجب أهل الكعبة.

اسم الکتاب : الصحاح‌ تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست