اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 8
و التشيّع اليوم ما زال يقوم بالوظيفة نفسها، و ينهج المسار نفسه. و ليس للشيعي الحقّ رغم مرور أربعة عشر قرنا أن يتخلّف عن أداء هذه الوظيفة في حركة الاسلام و حياة المسلمين.
و هذا المسار في محافظة التشيّع على نقاء الاسلام و دين الأكثرية من بدعة «تغيير الاحكام الثابتة لمصالح زمنية» هو الذي جعل الشيعيّ يدفع الغالي و النفيس ثمنا لقيامه بدوره، حتّى بات «من الصعب أن نجد مكانا لم يصطبغ بدماء الشيعة في بقعة من البلاد الاسلامية» ، كما يسجّل الطباطبائي بحق.
و الغريب أنّ ذلك يحصل، فيما كان بعض «جماعة من الزنادقة و منكري الوحي و النبوة، آمنين في أيّام الخلافة» بل كان بعضهم يقيم «في الحرمين الشريفين مكة و المدينة» .
بيد أنّ هدف الطباطبائي لم يكن، أن يستعرض محنة التشيّع، خصوصا في القرون الهجرية الثلاثة الأولى، من دون ما غاية، و إنّما كان الهدف التحليلي الذي يبتغيه هو أن يشير كيف أنّ محنة التشيّع عادت بأضرار جسيمة على حياة المسلمين عامّة، و انتهت الى مشكلات عضال كان في طليعتها:
تغييب ولاية اهل البيت العامّة.
سقوط مرجعية أهل البيت في حياة المسلمين، و تعطيل مدرستهم العلمية و التربوية.
و في المشكلة الأولى تعرّض العلاّمة الطباطبائي مع محاوره الاستاذ كوربان، الى الآثار السياسية الناتجة عن ذلك.
اما على صعيد المشكلة الثانية فقد تعرّض للآثار العميقة التي تمثّل بعضها في
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 8