responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 75

الاجتماعي 51 ، بحيث لم يسمحوا لهم بالتدخل في الامور المهمة و القضايا الحساسة 52 .

و في الوقت نفسه فرضوا عليهم نمطا من الحياة جاءت في لون الحياة العامة، من دون ان تتوافر لهم المزايا التي تليق بهم. و من المؤكد ان هذه الحياة العادية التي أسقطت ما لأهل البيت من مزايا، حين تنضم الى الذكريات المرة و مشاعر العصبية الجاهلية التي كانت لصناديد العرب ازاء اهل البيت بشكل عام؛ و إزاء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) خاصّة، فانها تنتهي الى نتائج و خيمة و آثار سلبية تبعث على تفرّق الأحبّة و الاصدقاء، و تزيد في غلبة الاعداء و تكالبهم عليهم.

ثم عمدوا تدريجيا الى ان يسلبوا من اهل البيت حقهم في حمل هذا اللقب 53 ، حين وسّعوه ليشمل جميع أقرباء النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حتى أدخلوا فيه أزواجه أيضا.

و لم يكتفوا بهذا حتى بلغ الحال في زمن بني امية ان يكون المراد من اهل البيت هم فقط بني امية و زوجات النبي الاكرم 54 (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) !

و فيما كان دور اهل البيت يتضاءل، و تسلب عنهم المزايا، و يضرب طوق العزلة على نشاطهم العلمي و الاجتماعي، شجّع الخلفاء دور الصحابة فأخذ احترامهم يتزايد يوما بعد آخر، و أخذ اخلاص الناس لهم يتضاعف بحكم كونهم اصحاب نبيهم، ثم ما لبث ان شجّع خطّ الخلافة الناس لأخذ الحديث عن الصحابة بصفتهم مصادر علوم القرآن.

و من البديهي انّ الصحابة لم يتوانوا عن نشر المعارف التي أخذوها مشافهة عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بيد انّ الذي كانوا يفتقدون إليه هي روح‌

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست