responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 458

بن كيسان رفض ذلك، فما كان من الزهري إلاّ ان كتب ما وصله عن الصحابة أيضا و ضمّه الى الحديث‌


359

.

64-المجتمع المتداعي!

ينطوي عالم الوجود العظيم المتقن في نظمه الخاص، على قوانين طبيعية تبتني عليها جميع الأشياء، بحيث يكون لكلّ شي‌ء من أشياء الوجود مدّة و أجلّ.

و هذا القانون لا يستثني شيئا إذ تندرج في طيّه جميع الأشجار و النباتات و الحيوانات و الانسان.

و لكلّ اجتماع و أمّة أجل خاصّ أسوة ببقية الموجودات، إذ لا يتخلّف وجود مادي عن هذا القانون و ضرورته. يقول تعالى في القرآن الكريم: «وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذََا جََاءَ أَجَلُهُمْ لاََ يَسْتَأْخِرُونَ سََاعَةً وَ لاََ يَسْتَقْدِمُونَ»


360

.

لم يكن الفريق الذي مسك بزمام حكم المسلمين لائقا بمقامه، لذلك افتقد تلك المعنوية و الحقيقة التي تتّصل بالنبوّة، و حين أضاعوا الحقيقة المعنوية هذه المستمدّة من النبوّة، أضحوا لا يملكون إلاّ الحكم في تركيبه و بنيته المادية.

و بذلك كان لزاما ان تخضع ظاهرة الحكومة-اسوة ببقية الظواهر المادية- للقوانين الطبيعية، فمرّ شوط الحكم يوما بمرحلة الطفولة (الى أوائل العهد العباسي) و بعد مدّة تحوّل الى مرحلة الشباب، ثمّ أخذ يتداعى تدريجيا الى أن اضمحلّ و تلاشى.


[359] كنز العمال، ج 5، 249.

[360] الاعراف: 33.

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست