اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 407
بشكل كلّي بالطمع و الحرص و حبّ الفتوح من أجل الاغارة، و الحرص على السيادة و الشرف و الرئاسة، من أجل الاستفادة من ملذات الدنيا.
لذلك نعجّب للامنس دفاعه عن الناهبين الجناة، في حين انّه يلوم عليا الذي نهض الامويون ضدّه بالمكر و الحيلة
238
!.
و يكتب ر. ف. بودلي في كتابه: انّ مشكلات عليّ لم تنته بعد انتصاره في حرب الجمل. فمعاوية كان لا يزال حاكما للشام و هو يطلب بدم عثمان!
و في الواقع لم يكن دم عثمان سوى ذريعة و وسيلة اعتمدها معاوية لإثارة الحرب ضدّ عليّ.
و لمّا كان عليّ-كما في حرب الجمل-لا يميل الى إراقة دماء المسلمين؛ لذلك تراه بذل ما استطاع من الجهود لإقرار الصلح، و لم يخرج الى الحرب، حتى أيقن انّ الامويين لا يبتغون شيئا سواها
239
.
و ممّا يذكره جرجي زيدان انّ معاوية و أنصاره لم يكونوا يتوانون في سبيل تحقيق مآربهم الشخصيّة عن ارتكاب أيّة جناية. بينما كان عليّ و أصحابه لا يميلون أبدا عن الطريق الصحيح و لم يتخطوا نهج الشرف و الدفاع عن الحقّ و لم يتجاوزوه.
انّ جنوح بني اميّة الى شراء الأفكار و العقائد و الضمائر و كسب المؤيدين، هو الذي دفعهم الى تخطّي جميع القوانين و الأحكام الاسلامية و تجاوزها، و قاد بهم