علاوة على علماء الشيعة، فقد ذكر المؤلفون-من محدثين و أهل فرق و مقالات و تاريخ-انّ الامام عليا و شيعة الطبقة الاولى ردّوا في عهدهم العقائد الغالية، كما سبقت الاشارة إلى ذلك، حيث رأيناهم يذكرون انّ عليّا (عليه السّلام) تبرأ من الغلاة و حاربهم، و انّه حرّق ابن سبأ أو نفاه.
ممّن أشار الى هذا الموضوع هو البروفسور غويارد في كتابه، حينما قسّم المسلمين الى فرق و مذاهب، و ذكر انّ الشيعة هم أتباع علي و أولاده و مريدوهم. ثم عرج الى عبد اللّه بن سبأ، فكتب: كان في زمان عليّ شخص يطلق عليه عبد اللّه بن سبأ، و هو يهودي في ابتداء أمره، ادّعى الالوهية لصهر النبيّ (علي بن أبي طالب) .
الاّ انّ عليا و أولاده-تابعهم في ذلك خلّص الشيعة-ردّوا عقيدة الغلو هذه في زمانهم [46] .
و ما نخلص إليه، انّه حتّى لو افترضنا وجودا حقيقيا لعبد اللّه بن سبأ، و للسبئية، فهم من فرق الغلاة، و لا صلة لهم بالشيعة، كما ذكر ذلك صاحب كتاب «الاسلام و الرجعة» حينما عدّد فرق غلاة الشيعة، فذكر السبئية في طليعتهم، و أشار الى انّ هؤلاء هم منشأ سائر فرق الغلاة الاخرى، و هم أصحاب عبد اللّه بن سبأ من أهل حمير، كما كتب [47] !
[45] تاريخ الشيعة، الدكتور حسين علي محفوظ، ص 39-40. و كذلك جامع الرواة، للأردبيلي الغروي، ج 1، ط 1، ص 485، و كذلك كتب اخرى عرضت لابن سبأ.