اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 264
و المكانة التي أحرزها، أخذ يكشف النقاب عن وجهه، و يظهر للناس خلال خطاباته حقيقة عقيدته التي يمزج فيها بين اصول العقيدة اليهودية و افكارها و بين اصول الاسلام و احكامه، و أخذ يروّج لفكرة «التناسخ» . ثم بدأ بإشاعة عقائد المسيحية، اذ كان يخطب من مسجد الفسطاط الكبير، و يظهر عجبه ممّن يصدّق انّ عيسى المسيح يرجع في آخر الزمان و يبسط نفوذه على الناس أجمعين، فيكذّب ذلك و يذكر انّ المسيح لن يرجع، و انما الذي سوف يرجع هو محمّد[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم].
لقد تجاوز ابن سبأ الحدود و الضوابط، و أعلن انّ محمدا هو من جوهر الالوهية. و الذي أعان ابن سبأ على التفرد بالميدان سريعا و عزل الآخرين، هي ثقافته الواسعة في المسائل الدينية لليهودية و الاسلام و النصرانية و معرفته بالاديان الايرانية و الهندية، و حتى المصرية.
لقد أمسى ابن سبأ في مدة قصيرة من أوسع الناس نفوذا في مصر[!]حتى أخذ عامل الخليفة يخشاه و يرتعد منه، و حين وصل مبعوث عثمان الى مصر، انجذب سريعا الى تأثير هذه الواقعة.
لقد تشعبت السبئية الى فرق عديدة؛ ذهب بعضها للاعتقاد انّ عليا يركب السحاب، و أنه سيعود الى الارض ثانية. و بعقيدة بعضها الآخر، انّ عليا ينزل الصواعق و البرق و الرعد على رءوس الاشرار!
و ادّعى بعضهم انّ عليا هو الشمس، و بعضهم يرى انّ صورة القمر متمثلة في
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 264