responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 158

بأدنى مراتب التأمّل-ان نظريتهم السلبية هذه (التي تنفي القيمة عن غير المحسوس، و لا تعتمد سوى على الفكر التجريبي) هي بنفسها نظرية غير حسية و غير تجريبية، في حين انهم منحوها قيمة (معرفية) و اعتمدوا عليها (معرفيا أيضا) . [1]

على اثر هذا المزلق، أدار هؤلاء ظهورهم الى فنّ المنطق الحقيقي الذي يبحث في التنظيم الصحيح للافكار بشكل جبري، و بادروا بدلا من ذلك الى أن يأخذوا المسائل العامة في كل شعبة من شعب العلوم، و يطلقوا عليها اسم المنطق، و ذلك من نظير قولهم: المنطق المادي، المنطق الرياضي.

و بعد ذلك حملوا هذا المنطق المنحول (اي مسائل شعبة من شعب العلوم) على الفنون (العلوم) الاخرى، و خصوصا على الفلسفة الالهية، في حين انّ احكام المادة و خواص المادة لا قيمة لها خارج محيط المادة.

يقولون: اللّه؛ أي الموجود المنزّه عن الجسم و المكان و الزمان و الكم و الكيف و سائر خواص المادة الاخرى؛ يساوي صفرا!

و يقولون: ان الصورة الادراكية للانسان في الذهن تساوي اجزاء المادة الخارجية (خارج الانسان) بالإضافة الى اجزاء من الذهن، و بالتالي تكون الصورة الادراكية مغايرة للاثنين.

و لهم نظائر لهذا الكلام الذي يبعث على الاسف لدى المفكر الواقعي.


[1] ثمة اشكالات كثيرة على اتجاهات (مذاهب) اصالة المادة؛ اصالة الحسّ، اصالة العمل و نظائر ذلك، بينّاها في محلها المناسب.

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست