responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 130

لا نقصد من هذا الكلام المبادرة لاثبات عقيدة من عقائد الشيعة الاثنا عشرية، أو أن نلزم من يختلف مع الشيعة بقبول هذا الاعتقاد المذهبي. و انما قصدنا ان نبيّن انّ الاثر الذي تحصل عليه الشيعة من تصورها للامام الغائب و الاعتقاد بوجوده، و ما تجنيه من فائدة معنوية، لم يبدأ بعد قرنين و نصف من هجرة نبي الاسلام (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) و انما كان لذلك مسار آخر.

فرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) بصريح بيانه و إخباره القطعي عن المهدي الموعود قبل ولادته، أوجد في نفوس عموم المسلمين تلك الحالة المعنوية التي يمكن ان تتجلى في باطن الانسان المسلم الواقعي، من افراد المسلمين، نتيجة اعتقاده بالمهدي، و وضع ذخيرة يمكن الاستفادة منها في طيّ المسير المعنوي.

و بعبارة اخرى؛ كان المنهج الذي وضعه الاسلام لأتباعه من اجل بلوغ السعادة الواقعية للبشر و تأمينها-يعني المنهج الذي يمزج بين الاعتقاد و العمل-هو على النحو الذي لا يمكن ان تظهر فيه الآثار الواقعية كاملة بدون الاعتقاد بظهور المهدي.

فتصوّر ظهور المهدي هو في رديف تصوّر وقوع القيامة. فكما انّ الاعتقاد بجزاء الاعمال هو بمثابة الصّمام الداخلي الذي يدفع لكل أمر حسن و ينهى عن كلّ امر سيّئ، فكذلك الاعتقاد بظهور المهدي هو صمّام آخر وضع لاجل الحفاظ على الحياة الداخلية لأتباع الاسلام الواقعيين.

أما توضيح ذلك: عند ما نلقي نظرة كلية على عالم الخلق (عالم التكوين و الوجود) نجد انّ كل نوع من انواع المخلوقات يتّجه-منذ اوّل لحظات وجوده- نحو المقصد الاخير الذي يشكل هدفه النوعي و يحقق كماله؛ و هو الى ذلك مزوّد

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست