اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 281
قد صدق، الّذين ارتكبوا هذه الفضيحة كان قسم منهم من المجوس و قسم من اليهود و قسم من النصارى و قسم من الصابئة و قسم من الدهرية و لم يكونوا من المسلمين، و لم يكن ذلك في دولة الإسلام و لا في عصر الجالسين في دست الخلافة و المتلقبين بإمارة المؤمنين، و لم يكن المسلمون في ذلك العصر بين ساكت و مباشر و خاذل للحق و ناصر للباطل.
أما قوله: ويلاه من تلك الفضيحة... الخ، الّذي أشار به إلى بيت من الشعر طوى ذكره، و نحن أيضا نطوي ذكره فهيهات أن تطوى تلك الفضيحة مهما حاول المحاولون طيّها مدافعة عن مرتكبيها و مسببيها، و إذا كان يجب طيّها فلماذا لم يطو القرآن الكريم الّذي يتلى على كرّ الدهور و مرّ الأعوام ذكر فضائح الأمم السّالفة و أهل الجاهلية و المنافقين من المسلمين.
قوله: و إنما هم فئة ضالّة شريرة نبرأ إلى اللّه منها، فنقول له: تلك الفئة الشريرة الضالّة التي ارتكبت هذه الفضيحة ارتكبتها بسيف الإسلام و تحت لواء الإسلام و باسم الخلافة الإسلامية و بأمر أمراء الإسلام و بأموال بيت المسلمين و جمهور المسلمين بين ساكت و معاون.
أما مدافعته عن يزيد و قوله: إنه بريء من فعلها، و نسبته ذلك إلى تحقيق بعضهم، فقد كنّا نبرأ بفضل الأستاذ و تحقيقه عن أن يصدر منه مثل هذا و يودعه في مجلة مجمع علمي في عاصمة سوريا، و إن كان يزيد بريئا من ذلك، فما باله يحمل نساء الحسين و صبيانه و من بقي من أهل بيته كالأسارى إليه بالشام و يوقفهم على درج باب المسجد حيث يقام السبي و يدخل النساء و البنات إلى مجالس الرجال حتى يقوم إليه رجل شامي أحمر أزرق و يقول له: هب لي هذه الجارية لبنت من بنات الحسين [1] و ما باله يضع رأس الحسين بين يديه و ينكت ثناياه بالقضيب حتى يقوم إليه أبو برزة الأسلمي فيقول له ما يقول [2] و إذا كانت تلك الفئة قد انقرضت فلن ينقرض قبيح فعلها، و ما بالنا ندافع و ننافح عنها و قد كادت الأمة تنقرض بشؤمها.