اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 239
قال: و قد بلغ شكّهم في الغير أنهم يحتمون غسل كلّ شيء دخل بيتهم ثلاث مرّات خشية أن يكون قد لمسه غير شيعي، و هم يغيّرون ملابسهم قبل الصلاة.
و أقول: من القواعد المسلّمة عند الشيعة التي لا يجهلها صغار الأطفال (كلّ شيء طاهر حتى تعلم أنه نجس) فقوله: إنهم يحتمون غسل كلّ شيء دخل بيتهم ثلاث مرّات كذب و افتراء معطوف على الافتراءات السّابقة و اللاّحقة، و أفحش كذبا من ذلك قوله: خشية أن يكون قد لمسه غير شيعي، فالسّكّر الّذي يجيء من مصر قد لمسه غير شيعي فهل رآهم يغسلونه ثلاث مرّات، و السّكّر الّذي يجيء من بلاد الإفرنج قد لمسه غير شيعي فهل يغسلونه أيضا ثلاث مرّات، و هم يغيّرون ملابسهم قبل الصلاة إن كانت نجسة و لا يغيرونها إن كانت طاهرة، فهل يرى في ذلك نقصا و عيبا.
قال: و قد حدث أني لما قمت من خراسان عائدا إلى العراق كان يرافقني شيخان شيعيان من العراق، و كان معي بعض الحلوى و الفطير قدمها إليّ صديق مسيحي فدعوتهما أن يأكلا منه شيئا فابتعدا لأنه من يد كافر.
و أقول: إن كانا لا يأكلان منه لأنه من يد كافر فلماذا يأكلان السّكّر و هو من يد كافر؟و هل فتش قلوبهما فاطّلع على أن علّة عدم أكلهما ذلك؟و لعل له علّة أخرى لم يطّلع عليها أقلّها عدم شهوة الطعام خوف ضرره، و لا يطّلع على ما في القلوب إلاّ علاّم الغيوب.
في كربلاء
قال ص: (113) : عند ذكر كربلاء: و هي ثانية معاقل الشيعة، فإن قلنا إن النجف هي الرأس المفكّرة للشيعة فكربلاء قلب الشيعة النّابض فهي أكثر قدسية لديهم من النجف.
و أقول: لا ينبغي أن تكون النجف و كربلاء من معاقل الشيعة وحدهم بل من معاقل جميع المسلمين، و المكانة العظيمة التي هي لمن دفن فيها ثابتة عند جميع المسلمين لا عند الشيعة وحدهم، و زعمه إن كربلاء أكثر قدسية لدى الشيعة من
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 239