responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 122

و يقولون إن كلّ من شكّ في وجود الباري تعالى أو وحدانيته أو في نبوة النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم أو جعل له شريكا في النبوة فهو خارج عن دين الإسلام، و كلّ من غالى في أحد من النّاس من أهل البيت عليهم السّلام أو غيرهم و أخرجه عن درجة العبودية للّه تعالى أو أثبت له نبوة أو مشاركة فيها أو شيئا من صفات الإلهية فهو خارج عن ربقة الإسلام، و يبرأون من جميع الغلاة و المفوضة و أمثالهم.

و عمدة ما ينقمه غير الشيعة عليهم دعوى القدح في السلف أو أحد ممن يطلق عليه اسم الصحابي، و الشيعة يقولون إنّ احترام أصحاب نبيّنا صلى اللّه عليه و آله و سلّم من إحترام نبيّنا، فنحن نحترمهم جميعا لاحترامه و ذلك لا يمنعنا من القول بتفاوت درجاتهم و أن عليّا عليه السّلام أحقّ بالخلافة من جميعهم و أن بعضهم قد أخطأ.

و أنتم تقولون: إنّ بعضهم و إن شهر السيف في وجه البعض، و قتل بعضهم بعضا، و سبّ بعضهم بعضا، و بغى بعضهم على بعض، فكلّهم مجتهدون معذورون و القاتل و المقتول و الظالم و المظلوم و الباغي و المبغي عليه كلّهم في الجنّة، و للمصيب منهم أجران و للمخطئ أجر واحد.

و نحن نقول: أمرهم إلى ربّهم العالم بسرّهم و جهرهم، و علينا أن نحترمهم احتراما لنبيّنا صلى اللّه عليه و آله و سلّم و ليسعنا من العذر في قولنا بتفاوت درجاتهم و تقديمنا عليّا عليه السّلام عليهم في استحقاق الخلافة ما وسعهم من العذر في شهر بعضهم السيف في وجوه بعض، و قتل بعضهم بعضا، و سبّ بعضهم بعضا، و بغي بعضهم على بعض، و إذا ساغ لهم الاجتهاد في ذلك ساغ لنا، فأحكام اللّه في النّاس واحدة، و شرائعه عادلة، و رحمته واسعة تسع الجميع، و لا تسع قوما و تضيق عن آخرين، فإن أصبنا فيما قلناه فلنا أجران، و إن أخطأنا فلنا أجر واحد، و المخطئ و المصيب منّا و منكم في الجنّة، و لا يسوغ في قانون العدل و أحكام العقل أن يفتح اللّه باب الاجتهاد للسلف على مصراعيه يستحلّون به سفك الدماء و قتل النفوس و نهب الأموال، و يكونون بذلك مأجورين و يغلقه في وجوه غيرهم فلا يفتح لهم منه و لو مثل سمّ الخياط، إن هذا مناف لعدله و شمول فضله و إنه ليس لأحد عنده هوادة.

فبان أنه لا مساغ لتضليل الشيعة و إخراجهم عن ربقة الإسلام من هذه الجهة

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست