responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 39

لم يوفق لإعادة الأوضاع المضطربة إلى حالتها الطبيعية، إلا أنه قد وفق في ثلاث مسائل أساسية:

أ- استطاع أن يظهر شخصية النبي الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلم المضيئة بسيرته العادلة للناس، و خاصة الشباب، فقد كان يواسي أفقر الناس في عيشه، أمام تلك الأبهة التي كان يتصف بها معاوية، إذ كان لا يقل عن كسرى و قيصر، فالإمام علي عليه السّلام لم يقدّم أحدا من أصدقائه و أقربائه و عشيرته على الآخرين، و لم يرجع الغني على الفقير، و لا القوي على الضعيف.

ب- مع كثرة المشاكل المنهكة للقوى، فقد استطاع أن يضع في متناول أيدي المسلمين الذخائر القيّمة من المعارف الإلهية و العلوم الإسلامية الحقّة.

و أما ما يقوله المخالفون لعلي عليه السّلام: إنه كان رجلا شجاعا، و لكن ليس له علم بالسياسة، إذ كان يستطيع في بداية خلافته أن يرضي مخالفيه مؤقتا عن طريق المداهنة، و بعد أن يستتب له الأمر كان باستطاعته أن يحاربهم و يقضي عليهم:

فهؤلاء قد غفلوا عن ملاحظة هامة و هي أن خلافة عليّ كانت نهضة ثورية، و جدير بالنهضات، الثورية، أن تكون بعيدة كل البعد عن المداهنة و الرياء، و قد حدث مثيلها في زمن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم في أوائل بعثته، فطلب الكفار و المشركون منه الصلح عدة مرات و طلبوا منه ألا يتعرض لآلهتهم، و هم ملزمون بعدم التعرض لدعوته أيضا، و لكن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم رفض هذا الاقتراح، في حين أنه كان يستطيع أن يقيم معهم الصلح، و يحكم موقفه، ثم ينهض بوجه‌

اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست