responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 177

الإمامة في باطن الأعمال‌

كما أن الإمام قائد و زعيم للأمة بالنسبة للظاهر من الأعمال، فهو قائد و زعيم بالنسبة للباطن من الاعتقادات و الأعمال أيضا، فهو الهادي و القائد للإنسانية من الناحية المعنويّة نحو خالق الكون و موجده.

لكي تتضح هذه الحقيقة لا بدّ من مراعاة المقدمتين التاليتين:

أولا: ليس هناك من شك أو تردد في أن الإسلام و سائر الأديان السماوية، تصرّح بأن الطريق الوحيد لسعادة الإنسان أو شقائه هو ما يقوم به من أعمال حسنة أو سيئة، فالدّين يرشده، كما أن فطرته و هي الفطرة الإلهية تهديه إلى إدراك الحسن و القبيح.

فالله سبحانه يبيّن هذه الأعمال عن طريق الوحي و النبوة، و وفقا لسعة فكرنا نحن البشر، و بلغة نفهمها و نعيها، بصورة الأمر و النهي و التحسين و التقبيح في قبال الطاعة أو التمرد و العصيان، يبشر الصالحين و المطيعين بحياة سعيدة خالدة، و قد احتوت على كل ما تصبو إليه البشرية من حيث الكمال و السعادة، و ينذر المسيئين و الظالمين بحياة شقيّة خالدة، و قد انطوت على البؤس و الحرمان.

و ليس هناك أدنى شكّ من أن الله تعالى يفوق تصورنا و ما يجول في أذهاننا و لكنه لا يتصف بصفة البشر من حيث التفكير.

و ليس لهذه الاتفاقية أن يكون هناك سيّد و مسود و قائد و مقود، و أمر و نهي و ثواب و عقاب واقع خارجي سوى في حياتنا

اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست