responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 150

150

فَخَلَقْنَا اَلْمُضْغَةَ عِظََاماً فَكَسَوْنَا اَلْعِظََامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبََارَكَ اَللََّهُ أَحْسَنُ اَلْخََالِقِينَ [1] .

و يتّضح من سياق الآيات، أن أوائلها تصف الخلقة المادية بشكلها التدريجي، و أواخرها تشير إلى خلقة الروح أو الشعور و الإرادة؛ و تصفها بأنها خلقة أخرى، تختلف عن خلقتها الأولى.

و في آية أخرى في الردّ على من يستبعد «المعاد» أو ينكره يشرح القرآن الكريم كيف أن الإنسان تستعاد خلقته بعد موته و تفتت أجزائه، و تمازجها مع أجزاء التربة، و يرجع كما كان إنسانا كاملا، يقول الله سبحانه و تعالى: قُلْ يَتَوَفََّاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى‌ََ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [2] . أي أن الأرواح تقبض على يد ملك الموت من أبدانكم، و تحفظ عندنا.

و يعرّف القرآن الكريم الروح بصورتها المطلقة غير المادية، بقوله تعالى: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلرُّوحِ قُلِ اَلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [3] . و في آية أخرى من الذكر الحكيم، يتطرق إلى موضوع الأمر بقوله:

إِنَّمََا أَمْرُهُ إِذََا أَرََادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [4] . و بمقتضى هذه الآيات أن أمر الله تعالى في خلقته للأشياء لم يكن تدريجا، و لم يكن محددا بزمان أو مكان، و لما كانت الروح أمرا من الله إذن فهي ليست بمادة، و لم يكن في كنهها خاصة المادة التي تتصف بالتدرّج و الزمان و المكان.


[1] سورة المؤمنون الآية 12-14.

[2] سورة السجدة الآية 11.

[3] سورة الإسراء الآية 85.

[4] سورة يس الآية 82.

اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست