اسم الکتاب : الشيخ الطبرسي إمام المفسرين في القرن السادس المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 28
و العمل بها، فرأيت تكرار ذكر إجماع الفرقة ممّا لا طائل فيه سوى إطالة الكتاب، فأثبت رؤوس المسائل و الخلاف فيها على أوجز الوجوه، فكلّ مسألة عوّل فيها على إجماع الفرقة لم أذكر استدلاله إلاّ إذا اقترن بذلك الإجماع، شيء سواه ممّا أريد ذكره فأذكره، و إيّاه، و إن لم يكن في المسألة إجماع للفرقة أشرت إلى ما ذكره من الأدلّة أو بعضها و أسقطت من بعض مودعات أدلّته ما لم أجد فيه كثير فائدة أو يكون معادا ليس في إعادته مزيد عائدة. [1]
ثمّ إنّ الشيخ الطوسي أسمى كتابه باسم «الخلاف» و لكن الإمام الطبرسي لخصّ ذلك الكتاب على النحو الذي مرّ و أسماه بـ «المؤتلف من المختلف» و هذه التسمية تعرب عن سعة صدره و ابتعاده عن العصبية المذهبية، و انّ المسلمين أرباب دين واحد و كتاب واحد و أصول واحدة، و إنّما اختلفوا فيما روي عن الرسول لا في نفس الرسول، فيمكن أن ينتهي الخصام إلى الائتلاف، و ذلك من خلال تأسيس مؤتمرات فقهية أو مجالس تشريعية يطرح فيها المختلفات و تدارس براهينها و ما يؤيده البرهان هو المتبع سواء أوافق مذهب إمام أو لا.